روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

Speech of Ammar Bakdash, GS of the Syrian CP

كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الرفيق د. عمار بكداش في المهرجان الجماهيري الذي أقامه الحزب الشيوعي اليوناني- أثينا 15 كانون الأول 2015:

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق!

يا أعضاء وجماهير الحزب الشيوعي اليوناني، حزب الثبات على المبدأ، الحزب المجيد الذي يرفع عالياً في سماء اليونان العريقة، الراية الحمراء، راية الماركسية اللينينية، راية المستقبل الاشتراكي الوضاء للشعب اليوناني وشعوب الدنيا جمعاء.

وإلى جانب ذلك، ترمز الراية الحمراء إلى الأممية البروليتارية، إلى التضامن الكفاحي للكادحين في كل أنحاء العالم ضد الطغيان الرأسمالي. وإن الحزب الشيوعي اليوناني المجيد يثبت يوماً بعد يوم إخلاصه لهذه المبادئ السامية. واجتماعنا اليوم في مهرجانكم المهيب هو إثبات آخر بأن مبادئ الأممية البروليتارية، والتي هي في الوقت نفسه مبادئ الوطنية الحقة، حية في قلوبنا.

نعم، إليكم، إلى خيرة ممثلي الطبقة العاملة وسائر الكادحين في اليونان، أنقل تحيات الشيوعيين السوريين، أخوانكم في النضال الطبقي الأممي الواحد، ومشاعر الشكر العميق إليكم، لتضامنكم مع النضال العادل الذي يخوضه الشعب السوري مواجهاً هجمة إمبريالية صهيونية عاتية تستهدف حريته وسيادته الوطنية، بل أكثر من ذلك، تستهدف بقاء وطنه.

نعم، أيها الرفاق، إن الشيوعيين السوريين، كتفاً لكتف مع سائر القوى الوطنية في سوريا، يتصدون لهذه الهجمة الشرسة من قبل الإمبرياليين وأعوانهم، على وطنهم ويرون في ذلك ليس فقط واجبهم الطبقي والوطني، بل وواجبهم الأممي. فسوريا تقع حالياً في الخط الأمامي للمواجهة بين الإمبريالية العالمية وقوى التحرر العالمي.

ومن الدوافع الأساسية لحقد الإمبريالية والصهيونية العالمية على سوريا هو موقفها الراسخ تاريخياً في التصدي للمشاريع الإمبريالية في المنطقة ودعمها لحركات التحرر الوطني المتصدية للعدوانية الإمبريالية. فسوريا وقفت بصرامة رافضة مشروع «الشرق الأوسط الكبير الجديد» الهادف إلى إحلال الهيمنة الإمبريالية الصهيونية الكاملة على منطقتنا، وقد أطلق الحزب الشيوعي السوري على هذا المشروع تسمية «مشروع صهيون الكبرى». وهو فعلاً كذلك، إذ يهدف إلى بسط الهيمنة الكاملة لإسرائيل الصهيونية على منطقة شرق المتوسط، وبمباركة كاملة وإشراف من قبل الإمبريالية الأميركية. وإنجاح هذا المشروع الاستعماري الخطير يتطلب تجزئة وتقسيم دول المنطقة وتحويل الوضع فيها بما يلاءم ما أطلق عليه منظرو الإمبريالية تسمية «الفوضى البناءة»، أي جعل مآسي شعوب المنطقة من قتل وتشريد وإفقار من أجل إحلال الإمبرياليين لهيمنتهم التامة ونهبهم الشامل لثروات هذه الشعوب.

ولم يغفر الإمبرياليون لسوريا دعمها للنضال العادل للشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة. ولم يغفروا أيضاً دعم سوريا للمقاومة العراقية ضد الغزو الإمبريالي الأميركي، هذه المقاومة الباسلة التي مرغت وجه المحتل في الوحل، وألحقت بأميركا أول هزيمة عسكرية جدية بعد انتصار الشعب الفيتنامي. وتكن الإمبريالية الأميركية والصهيونية العالمية حقداً خاصاً على سوريا بسبب دعمها للمقاومة الوطنية اللبنانية، التي ألحقت هزيمة نكراء بالعدوان الإسرائيلي بتحرير أراضي لبنان من رجس الاحتلال الصهيوني وإلحاق هزيمة عسكرية كبرى بالقوات المعتدية الإسرائيلية أثناء عدوانها على لبنان عام 2006. ففي كل ذلك إسهام سوري كبير.

وتريد الإمبريالية العالمية إسقاط سوريا بموقفها الوطني، وهي تستعمل في مخططاتها العدوانية الدول الموالية والتابعة لها في المنطقة وأكثرها شراسة وعدوانية تركيا هذا الظفر السام لحلف شمال الأطلسي في منطقتنا، وكذلك الأنظمة الملكية المطلقة في الخليج من أمثال السعودية وقطر وغيرهما. ومن أكثر الأدوات توحشاً التي تستعملها الإمبريالية التنظيمات الظلامية الإرهابية المتسترة بالدين، والتي ترمي إلى إحلال من خلال الأساليب الوحشية أنظمة قروسطية من أجل خدمة الهيمنة الإمبريالية والصهيونية.

أيها الرفاق الأعزاء،

نحن الشيوعيين السوريين نحدد موقفنا من أي قوة سياسية أو نظام أو شخص من خلال موقف هذه القوة والنظام والشخص من الإمبريالية الأميركية. فبالنسبة لنا العدو الأخطر الذي تواجهه الشعوب هو الإمبريالية الأميركية القوة الضاربة للإمبريالية العالمية. ولا شك أن الإمبريالية الأوروبية، متضامنة مع السياسة العدوانية للإمبريالية الأميركية، وهذا ما أظهرته وتظهره الأحداث في شمال أفريقيا (وخاصة ليبيا) والأزمة الأوكرانية، والمواجهة في منطقة شرق المتوسط، بتطوراتها الأخيرة، حيث جندت قوى أوروبا العجوز قطعاتها العسكرية في مواجهة التدخل العسكري الروسي المباشر بطلب من الحكومة السورية. نحن نرى أنه يجب أن تجري الاستفادة من جميع الجهود في مواجهة العدوانية الإمبريالية الأميركية. كما أن حركة التحرر الوطني يجب أن تستفيد من احتدام التناقضات ما بين مراكز القوى في العالم. إن حزبنا الشيوعي السوري يرى أن التدخل الروسي، بما فيه العسكري، يلعب دوراً هاماً في تصدي سوريا للهجمة الأوروأطلسية الإمبريالية الشرسة، مع إدراكنا الواضح أن روسيا الاتحادية حالياً، ليست أبداً الاتحاد السوفييتي الذي كان يشكل حصناً ثابتاً لتحرر الشعوب. ولكن، ومع ذلك، فروسيا هي موضع الضغط الكبير من قبل السياسة التوسعية للإمبريالية الأميركية والإمبريالية الأوروبية الغربية.

أيها الرفاق الأعزاء!

يجري نضال الحزب الشيوعي السوري تحت الشعار الكبير «الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب»، وفي هذا السياق يطالب الشيوعيون السوريون بالقطيعة الكاملة مع الليبرالية الاقتصادية التي أسهمت في إيجاد التربة المناسبة للتآمر الإمبريالي الرجعي على بلدنا. وبرأي حزبنا أن الصمود في وجه الهجمة الإمبريالية الشرسة يتطلب تلبية مطالب الجماهير الكادحة في البلاد من عمال وفلاحين وسواد العاملين بأجر وصغار الكسبة في المدينة والريف والذين يشكلون الدعامة الاجتماعية الأساسية لهذا الصمود المشرف. وهذا الشيء لا يمكن تحقيقه في ظل التوجهات الليبرالية الاقتصادية، والتي لا توفر أيضاً متطلبات الدفاع عن الإنتاج الوطني وتعزيزه وتطويره والذي يشكل الدعامة الاقتصادية للصمود الوطني. لذلك القطيعة مع الليبرالية الاقتصادية أصبحت ليس مطلباً اقتصادياً اجتماعياً فقط، بل ومطلباً وطنياً من الدرجة الأولى، و نؤكد على الأفق الاشتراكي لنضالنا و هو الموقف الذي يميز حزبنا عن القوى الأخرى.

أيها الرفاق الأعزاء،

نحن الشيوعيين السوريين، بالرغم من كل المصاعب التي تواجه وطننا وشعبنا، واثقون من النصر فقضيتنا عادلة.

و معاً سننتصر!