روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

مهما فعلوا فإن CCCP سيظل يعني دائما: اشتراكية رُسِّخت في المعركة!

في ظل اجتماع ترامب وبوتين، لاقى قميص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يحمل الأحرف الأولى من اسم الاتحاد السوفييتي، أي CCCP (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية)، تعليقات عالمية.

يعلم المنضوون في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والمعسكر الأوروأطلسي جيداً أن روسيا اليوم تُشكِّلُ نقيضاً للاتحاد السوفييتي، و على الرغم من ذلك فقد كانت هذه الأحرف الأربعة (CCCP) كافية لإثارة الغرائز المعادية للشيوعية، أمر ليس غاية في الصعوبة.

حيث ثبُت أن العداء المتعدد اﻷشكال للشيوعية هو جزء من الدعاية الحربية لِكلا المعسكرين الإمبرياليين اللذين يتصادمان عسكرياً في أوكرانيا (حالياً).

إن الطبقة البرجوازية الروسية، وفقاً لما تفعله لا سيما خلال السنوات الثلاث الماضية مع تصاعد الحرب بين روسيا وحلف الناتو، تقوم بتحقير إنجازات وتضحيات و عطاء أول دولة اشتراكية، الاتحاد السوفييتي، تقومُ خاصة بتحقير إسهامها في سحق الفاشية النازية في الحرب العالمية الثانية، بهدف تجنيد الشعوب في الداخل والخارج، في صالح أهداف الاحتكارات الروسية و ليس حصراً.

و هي تسخِّرُ الشهرة والتألُّقَ اللذين اكتسبتهما أول دولة عمالية، سواءاً فيما يخص المكاسب المحقق لصالح شعوب الاتحاد السوفييتي، كما و لأنها كدولة عمالية، أمست رعباً للإمبرياليين حارب و انتصر اعتباراً من جبال الأورال وصولاً حتى برلين.

وليس من قبيل الصدفة حتى اليوم، بعد مرور ما يقرب من 35 عاماً على الثورة المضادة، هو انطباع هذا التالُّق في استطلاعات الرأي في روسيا، حيث تُشير أغلبية ساحقة، تتجاوز اﻠ 60%، إلى أن فترة بناء الاشتراكية و الاتحاد السوفييتي، هي أفضل فترة في تاريخ روسيا. و تنطبعُ نتائج مماثلة في بلدان أخرى للاتحاد السوفييتي السابق. و في الواقع، تشير أحدث الاستطلاعات إلى تزايد نسبة الشباب الذين لم يختبروا الاشتراكية، لكنهم يتموضعون إلى جانب الدفاع عن الحقبة السوفييتية، باعتبارها حقبة "عدالة" وحقوق واستقرار وازدهار للشعب.

يُلاحق هذا التالُّق بهذا الشكل أم غيره كوابيس أولئك الذين كافحوا حتى الموت من أجل إسقاط الاشتراكية، و هم إمبرياليو الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وكذلك أولئك الذين "خانوها"، وخدموا وعملوا من أجل انتصار الثورة المضادة، وإسقاط الاشتراكية.

لن تكون الأحرف الأولى "CCCP" مجرد ختم و شعار. لأن "CCCP" سيظل دائما محتوياً على "المجتمع الآخر"، و على انتصار الطبقة العاملة، و إلغاء عبودية العمل المأجور، الاشتراكية التي "رسخناها في المعركة"، التي هي رُعبُ المستغلين في كل  الأرض حتى يصبحوا هم وسلطتهم شيئاً من الماضي.

هذا و رأت بعضُ مُغاسل طموحات الطبقة البرجوازية الروسية في اﻷمر "رمزية".... أوهامٌ لكانت مُسلية لو لم تكن في نهاية المطاف خطيرة. ما كانت روسيا الرأسمالية اليوم لتوجد لولا إسقاط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي. إن شهادة ميلاد روسيا الرأسمالية اليوم هي شهادة إسقاطِ الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي.

و خلافاً لذلك، فحتى كأفراد، شارك قادة روسيا الرأسمالية اللاحقون في عملية الثورة المضادة في الاتحاد السوفييتي. و قد كانوا بصحبة يلتسين ولصوص ثروة كدحِ الشعوب السوفييتية. وبعد أن أطاحوا بدولة العمال، وأعادوا إلى السلطة أولئك الذين أرسلتهم البروليتاريا نحو الشيطان، عبر ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى بقيادة البلاشفة، وبعد أن احتقروا شعوب الاتحاد السوفييتي بأسوأ اﻷساليب وسحقوا كل مكاسبها التي حققتها اﻷخيرة مع بنائها الاشتراكية و محاربتها في سبيلها... ها هم الآن يتداولون شعار "CCCP" كورقة دعاية في مفاوضاتهم مع ترامب حول "ضمانات الأمن" في أوكرانيا، وحول استمرار مجازر الشعبين الذين أنجزا المعجزات عندما بنيا الاشتراكية معاً في القرن العشرين، وحول من سيستولي على المعادن النادرة في أوكرانيا وليس فقط، و حول الاحتكارات التي ستسيطر على طرق شحن البضائع بحراً و براً.

و غير ذلك، لم يمضِ وقت طويل منذ أن صرح فلاديمير بوتين، بالتزامن مع حملة تطهير أوكرانيا من النازية، متحدثاً باسم الاحتكارات الروسية، أنه يمتلك الخبرة اللازمة لـ"التخلص الفعلي" من الشيوعية، مرعداً و مزبداً ضد لينين و "الإرهاب الأحمر" و "النظام الشمولي" و "الدكتاتورية الستالينية" مع وصمه ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ﺑ"انقلاب أكتوبر" وغيرها، و التي هي أوصافٌ نُسبت إلى الاتحاد السوفييتي، ليس فقط من قِبل الأوروأطلسيين، بل من قِبل بوتين نفسه.

وليس بالجديد هو نشاط كتائب ومنظمات نازية على جانبي الحرب الجارية بين روسيا و الناتو، مُدمجةً في الخطط العملياتية لكل معسكر. حيث لا تجد الطبقة البرجوازية الروسية وكوادرها السياسية أي مشكلة في التناوب على تكريمها المزعوم للاتحاد السوفييتي مع إعادتها اﻹعتبار لأعوان النازيين.

إن استحضار الاتحاد السوفييتي من قبل حفّاري قبور الاشتراكية في روسيا هو جانب آخر من التحضير لصدام إمبريالي أوسع نطاقاً. لكن سهوب أوكرانيا ستُدمى هذه المرة من أجل مصالح الإمبرياليين، لا من أجل الدفاع عن الوطن الاشتراكي. لقد دُمر  هذا اﻷخير من قبل أولئك الذين يُحقِّرون اليوم عطاء الاشتراكية للشعوب التي بنتها، كشعبي روسيا وأوكرانيا.

إن جميع أطراف الصراع تتلاقى على معاداة الشيوعية ومعاداة السوفييت. سواء أكنا نتحدث عن نظام زيلينسكي، أو عن بوتين، أو عن الاتحاد الأوروبي، أو عن ترامب أو بايدن من قبله. لأن ما يريدون التعوذ منه هو أن تأخذ الشعوب زمام الأمور بأيديها وتخرج من المسلخ الإمبريالي منتصرة، مطيحةً بسلطة رأس المال. مهما حاول المستغلون التعوذ من هذا المنظور فلن يتجنبوه!

تعليقٌ صادرٌ عن البوابة اﻹخبارية للحزب الشيوعي اليوناني - https://www.902.gr/

19.08.2025