روابط المواقع القديمة للحزب
المقدمة
1. خلُص المؤتمر اﻠ20 للحزب الشيوعي اليوناني إلى استنتاجات أساسية من الصراع من أجل إعادة تنظيم الحركة النقابية العمالية و بناء الحزب في الطبقة العاملة. و حدَّد بالتوازي مع ذلك، التوجهات والمهام من أجل السنوات التالية، كما و لإعداد عقد مؤتمر على المستوى الوطني لرصد تطبيق القرار. لم تتمكن اللجنة المركزية من عقد المؤتمر المذكور حول موضوع العمل في صفوف الطبقة العاملة، على الرغم من أن نشاط الحزب في الفترة المنقضية منذ المؤتمر اﻠ20 راكم معطيات جديدة. و على هذا النحو، يظل عملنا في صفوف الطبقة العاملة وحركتها موضوعاً هاماً للنقاش في المؤتمر اﻠ21.
يشير برنامج الحزب الشيوعي اليوناني إلى أن عمل الحزب في الوضع غير الثوري يسهم بنحو حاسم في إعداد العامل الذاتي – أي الحزب، والطبقة العاملة وحلفائها – من أجل الحالة الثورية، لتحقيق مهامه الاستراتيجية.
و يُؤكَّد ضمنه على أن جذب القطاعات الطليعية من الطبقة العاملة و تحشيد أغلبيتها مع الحزب الشيوعي اليوناني سيمر بمراحل مختلفة.حيث تُشكِّل الحركة العمالية و حركات العاملين لحسابهم الخاص في المدن و المزارعين و صيغة تحالفها ذات الأهداف المعادية للإحتكارات و الرأسمالية و مع العمل الطليعي لقوى الحزب الشيوعي اليوناني الجاري في ظروف غير ثورية، أساساً للجبهة العمالية الشعبية الثورية في الظروف الثورية.
و طرح قرار المؤتمر اﻠ20 أيضاً، العديد من المسائل المهمة لدور الحزب الشيوعي اليوناني في الحركة العمالية الشعبية. و في هذا الاتجاه، خلُصت اللجنة المركزية إلى وضع هذا النص للمناقشة إجمالاً في الحزب و الشبيبة الشيوعية، و ذلك في ترابط و بلا شك مع النصين الآخرين اللذين تم نشرهما سلفاً.
نأتي اليوم لمناقشة الوضع الجديد، لتحديد جوانب إيجابية و وجوه ضعف ذاتية تتطلب معالجة جذرية، من أجل مطابقة نشاطنا مع المتطلبات الناشئة عن حاجات القوى العمالية الشعبية و من اﻷهداف التي طرحناها.
إن المسألة الأولى التي نفحصها هي الاتجاهات الأساسية في الهيكلية الطبقية للمجتمع اليوناني وكذلك الوضع الحالي للطبقة العاملة، بعد عشر سنوات من تمظهر الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العميقة السابقة. نفحصها عبر تحليل الشروط التي صيغت و تصاغ و عمل وحياة الطبقة العاملة، و إجمالاً، شروط بيع قوة العمل، ولكن أيضاً أشكال تشديد وتيرة استغلالها. نحدد التحولات السلبية وكيفية تأثيرها على وحدة الطبقة و صراعها المشترك، و على تشكيل وعيها السياسي الطبقي، وموقفها تجاه الحكومات البرجوازية التي تدير الأزمة على حساب المصالح العمالية.
إن المسألة الرئيسية الثانية التي نطرحها للنقاش، هي وضع الحركة النقابية اليوم، و درجة تنظيم الطبقة العاملة في النقابات ومشاركتها في الصراع الطبقي. نناقش الاستنتاجات المستخلصة من النضالات والمحاولات المبذولة لخلق بؤر مقاومة و مطالبة طليعية في مواقع العمل. و نُبرز درجة التنظيم المنخفضة للطبقة العاملة المتواجدة في أدنى مستوياتها تاريخياً. و نقتفي أثر اﻷسباب الموضوعية لهذه الصعوبة في الانضمام إلى النقابات، و أيضاً أوجه ضعفنا، و بنحو رئيسي المهام التي تنشأ من أجل تغيير هذا الوضع، لكي نطرح أهداف أكثر حسماً يتعين تحقيقها، من أجل تحقيق نمو انقضاضي- إذا كان ممكناً- في التنظيم والمشاركة النقابية. نناقش مسار جبهة النضال العمالي "بامِه" باعتبارها تجمعاً طبقياً لاتحادات و مراكز عمالية و نقابات على خط صراع في اتجاه مناهض للرأسمالية والاحتكار، و باعتبارها مكسباً عظيماً، كما قدّرنا في المؤتمر اﻠ20.
المسألة الثالثة هي معالجة خبرة العمل المشترك للنقابات العمالية مع المنظمات الجماهيرية الممثلة للشرائح الدنيا من العاملين لحسابهم الخاص في المدينة والمزارعين، و بنحو أعم معالجة محاولة صياغة مقدمات تحالفها الاجتماعي. وقد سبق سلفاً قيام اجتماعين لجسم حزبي على المستوى الوطني من أجل النشاط في صفوف العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين، كانا قد زودانا بخبرة و معالجات من أجل تعزيز هذه المهمة ذات الأهمية الاستراتيجية لحزبنا. إن الطبقة العاملة باعتبارها قوة طليعية هي من ستخلق الشروط والمقدمات لفولذة التحالف الاجتماعي، من أجل شدِّ القوى الاجتماعية الحليفة باضطراد نحو نشاط مشترك مستقر، مع طرح إطار الصراع المقابل.