روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

إن الهجرة و اللجوء ليسا بخيارين "حُرّين" في ظروفِ الاستغلال الرأسمالي

في سياق مداخلته في نقاش مشروع قانون وزارة الهجرة واللجوء المُخزي من منبر البرلمان، وصفَّ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس، هذا المشروع بأنه "مُخزٍ وعنصري ولا إنساني".

هذا و سجَّلَ ذيميتريس كوتسوباس، في سياق كلمته: «على غرار ما هو عنصري ولا إنساني ميثاق الاتحاد الأوروبي الجديد بشأن الهجرة واللجوء، الذي تحاولون تطبيق مبادئه التوجيهية. (...) و هذا الميثاق العنصري واللاإنساني، الذي صوّتت عليه حكومات الاشتراكية الديمقراطية والنيوليبرالية واليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي، الذي  يُشكّل - كما أكّد الحزب الشيوعي اليوناني منذ البداية - حلقة وصل أساسية ضمن اقتصاد حرب  الاتحاد الأوروبي و تأهُّبِه. ولهذا السبب فهو يُشدِّدُ أيضاً القمع الوحشي و مطاردة ضحايا الحروب الإمبريالية والبربرية الرأسمالية المعاصرة. إننا بصدد ميثاق فاوضت عليه حكومة سيريزا و أقرَّته حكومة حزب الجمهورية الجديدة مع حزب الباسوك. (...)

إن غرض مشروع القانون، وكذلك السياسة البربرية الإجمالية للاتحاد الأوروبي والحكومات في قضية اللجوء والهجرة، ليس حماية المُهجّرين الذين أُجبروا على ترك ديارهم، ولا حماية المجتمعات من ضغط الهجرة مع بِدعتي "الأمن" و"التماسك الاجتماعي".

يُضمن أمن الشعب في المقامِ اﻷول عبر فكاك البلاد من المذبحة الإمبريالية الجارية في المنطقة، ويُضمن بتمويل يُغطي حاجات العمال لا آلات حرب الناتو. وأنتم بالتأكيد تنتمونَ إلى المرتكبين الذين لن يحموا ضحاياهم. (...)

(...) غير شرعيين يُعتبرُ آلاف المهاجرين الذين يعيشون ويعملون في اليونان منذ سنوات في أصعب الأشغال، ويُهددون الآن بعقوبات بالسجن. بالنسبة لكم، ليس هناك سبب استثنائي لهؤلاء العمال ليحصلوا على تصاريح إقامة، و هم الذين  يُنتجون هنا ثروة هذا البلد مع العمال اليونانيين. (...)

إن الكراهية العنصرية و رهابَ الأجانب لدى الشعوب هو عنصرٌ وتعبيرٌ عن القمع الشامل في ظروف الاستعدادِ الحربي. هو  سمادٌ لترهيبِ و تخويف الشعوب لكي تخضع للمزاحمات والمخططات الإمبريالية الخطرة. (...) ما هو الظلم الذي يرتكبه اللاجئون والمهاجرون المضطهدون؟ ما هو القصور الأخلاقي المتواجد في محاولتهم الهروب من القنابل والدمار والفقر و... الجوع؟

إن الهجرة واللجوء ليسا بخيارين "حرِّين" في ظروفِ الاستغلال الرأسمالي. لا يأتي هؤلاء البشر للسياحة. إن سجن بشرٍ لم يرتكبوا أي شرٍّ هو بربرية، هكذا يُسمونها. بعقوبة لا تقل عن سنتين، وقد تصل إلى خمس سنوات، وحتى دون تعليق، إنها عقوبة أشد من معظم عقوبات جُنح القانون الجنائي.

أستملأون البلاد بالسجون؟ إن سجن الأطفال، وترحيل الأطفال غير المصحوبين بذويهم، دون أدنى ضمانات سلامة، إلى الجحيم الذي طردهم بعيداً، هو إجراءُ قروسطي، إنه تلخيصُ الهمجية. ما من كلامٍ يُوصِّفه.

يَقِفُ الحزب الشيوعي اليوناني على مواقف مبدئية تجاه قضية الهجرة واللجوء، المتواجدة في الحمض النووي لنظام الاستغلال الفاسد و المتعفِّن. لأن مُسببات الهجرة واللجوء هي الحروب، وتدمير ونهب ثروات البلدان من قبل الإمبرياليين، و البؤس والفقر. و هي تُعبر عن التناقضات المستعصية والمزاحمات المحتدمة في التوزيع العالمي للعمل من أجل مطاردة ثمن السلعة المسمَّاة "قوة العمل".

إننا نطالب بالتطبيق الكامل لمعاهدة جنيف بشأن اللاجئين، في مواجهة إطار الاتحاد الأوروبي والميثاق الجديد للهجرة واللجوء الذي يُحوّل بلدنا إلى مُستودع أرواح بشرية.

و نطالبُ بإجراءات سريعة لمنح اللجوء و وثائق السفر، حتى يتمكن البشرُ من السفر إلى بلدان وجهتهم الفعلية.

و بمنح تصاريح إقامة لجميع اللاجئين والمهاجرين الذين يعيشون ويعملون في بلدنا.

و صياغة برامج إدماج اجتماعي متكاملة، من أجل حياة كريمة، والنفاذ نحو عمل و نحو خدمات الصحة والتعليم، وتعلم اللغة، تحت مسؤولية الدولة ودون تدخل مختلف المنظمات غير الحكومية و الأفراد.

و حماية جميع الأطفال.

و سد جميع الثغرات، وتزويد خدمات اللجوء والهجرة بموظفين دائمين.

إننا ندعم النضال المشترك للعمال اليونانيين والمهاجرين من أجل حياة و عمل مع حقوق، مع الحفاظ على جبهة لمواجهة العنصرية و سمِّ الفاشية.

و ندعو الشعب إلى تعزيز صراعه ضد توريط بلدنا في الحرب والمجزرة، و إلى اﻹجهار بتضامنه مع سائر الشعوب التي تعاني من النظام الإمبريالي، كالشعب الفلسطيني البطل الشديد المعاناة. ندعوهُ إلى حشد قواه من أجل خوض المعركة الحاسمة، والاستيلاء بنفسه على مفاتيح الحكم والسلطة والاقتصاد، ليُديرَ بنفسه الثروة التي ينتجها، و ليبني دولته العمالية الشعبية، مبرماً اتفاقيات منفعة متبادلة مع دول أخرى، ومع جميع بلدان العالم، على نهج المنظور الاشتراكي، في عالم خالٍ من استغلال الإنسان للإنسان، خالٍ من الحروب و من اجتثاث البشر من أوطانهم.

 

 

03.09.2025