روابط المواقع القديمة للحزب
الفصل الرابع
من أجل تدخل الحزب ضمن حلفاء الطبقة العاملة و الترويج للتحالف الاجتماعي
43. في سياق تنفيذ القرار السياسي للمؤتمر اﻠ20 نُظم و أقيم مؤتمر على المستوى الوطني، من أجل تدخل الحزب في صفوف العاملين لحسابهم الخاص بالمدينة، وجلسة موسعة للجنة المركزية من أجل العمل ضمن صفوف المزارعين المكافحين للبقاء. حيث نُشرت وثائق كلا الجسمين الحزبيين في طبعة دار” سينخروني إبوخي”. و سبق حالة انعقاد الجسم الأول قيام عملية نقاش حزبي داخلي، و في حالة الجسم الثاني، تلى ذلك، لكن النقاش لم يكتمل بعد في المنظمات القاعدية المقابلة. و يُؤكّد في كلتا الحالتين على حاجة قيام نقاش كهذا، من أجل تكوين رؤية موحدة أكثر لتحديد حلفاء الطبقة العاملة المحتملين واتجاه تدخلنا في حركات هؤلاء من أجل الترويج للعمل المشترك في منظور التحالف الاجتماعي في توجه مناهض للرأسمالية و الاحتكار.
ينبغي أن نكافح لتنفيذ القرارات في الطريق نحو المؤتمر اﻠ21 وخاصة بعده. هذا و يؤكد النقاش برمته أن الهيئات الإرشادية ينبغي أن تكتسب القدرة على إرشاد تدخلنا ضمن هذه القوى الاجتماعية أيضاً، وأن هذه المهمة ليست بنحو ضيق مهمة القوى الحزبية المقابلة للعاملين لحسابهم الخاص في المدن أو ضمن المزارعين. و من هذا الرأي فإننا ندرج في موضوعات المؤتمر اﻠ21 موضوعات – قرارات جرت معالجتها سلفاً، من أجل تركيز انتباه جميع القوى الحزبية خلال النقاش السابق للمؤتمر.
من أجل تحديد حلفاء الطبقة العاملة المحتملين
44. يشمل التحالف الاجتماعي العاملين لحسابهم الخاص بشكل رئيسي في المدن والبلدات و الذين يتصفون بحيازة ملكية فردية لوسائل الإنتاج وربما لرأس مال تجاري محدود أو ضمن شكل آخر من أشكال رأس المال، مع انتزاع محدود لفائض القيمة.
يتركز انتباه الحزب على العاملين لحسابهم الخاص بدون موظفين، مع العلم أن من الممكن أيضاً أن يشغلوا أفراداً من عائلاتهم أو قوة عاملة أخرى غير مسجلة، بنحو رئيسي على أساس موسمي. إن رؤية الحزب النظرية و عمله السياسي يأخذان في الاعتبار أيضاً واقعة التفاوت الطبقي حسب القطاع، على سبيل المثال، يتعايش في فروع الخدمات الفنية العلمية، وفي مكاتب الخدمات القانونية، وفي المكاتب الفنية - الدراسية، في مكاتب المحاسبة، الموظفون المتعاقدون بأجر، و أشباه بروليتاريين يُشغلون مع وظيفة رئيسية لدى رب عمل واحد، وآخرون يعملون لحسابهم الخاص بشكل أساسي، كما و أرباب عمل أيضاً. هذا و أبرز المؤتمر الموضوعي حاجة إلى التركيز بشكل أكبر على القطاعات الجديدة للعاملين لحسابهم الخاص في المدن كالعلماء والفنانين وبعض المهنيين الصحيين (كأخصائيي العلاج الطبيعي).
و هناك تباين كبير في الشرائح الدنيا الوسطى من قطاع إلى آخر ومن نوع عمل إلى آخر ضمن القطاع ذاته، بينما ترتبط شرائح الفئات الوسطى العليا و بوضوح بمصالح الملكية الرأسمالية. يجب على الهيئات الحزبية و المنظمات القاعدية الحزبية إيلاء الأولوية لعملها ضمن هذه القوى الاجتماعية، ومعرفة تركيبتها، وتقييم أقسامها المختلفة على أساس المعايير اللينينية العامة (أي علاقتها بوسائل الإنتاج، ودورها في التنظيم الاجتماعي للعمل، و طريقة استحواذها على حصتها من الثروة الاجتماعية وأبعاد هذه الحصة)، ولكن أيضاً استناداً إلى تحليلات - تقديرات الحزب المعاصرة كما انطبعت في وثائق الجسمين الحزبيين ذي الصلة. و فيما يتعلق بالمزارعين فإننا نولي الأولوية لتدخلنا ضمن صفوف أولئك الذين يخوضون معركة من أجل البقاء كمزارعين منتجين فرديين، أي أولئك الذين يعتمد بقائهم على انشغالهم بالإنتاج الزراعي. حيث يمكن لجزء منهم زيادة حصته في إجمالي الإنتاج، إما عن طريق توسيع نشاطه، أو عبر تغيير محاصيله، أو عن طريق ترويج معالجة صغيرة لإنتاجه، ولكنه و مع ذلك يعيد إنتاج كل ديونه تقريباً عبر عملية إعادة إنتاجه.
و يُحافَظ إجمالاً على شريحة المزارعين العاملين لحسابهم الخاص الواسعة نسبياً، بنحو رئيسي من خلال أشكال دعم غير مباشر، حيث ضروري هو وجودها من أجل احتكارات الصناعة التحويلية والتجارة. إن هذه الشريحة هي عرضة لعواقب الاقتصاد الرأسمالي الاستغلالي، و تسحقها الاحتكارات والتحالفات ودولتهما، و لها مصلحة موضوعية في الصراع ضدها، وعلى هذا الأساس فهي تمتلك مصالح مشتركة مع الطبقة العاملة. و لا تزال هذه الشريحة من المنتجين الزراعيين تنتج الجزء الأكبر، خاصة من الإنتاج الزراعي، ولهذا السبب تهتم الطبقة العاملة بالتحالف معها.
يجب أن تصر المنظمات الحزبية على المعايير المترابطة التي حددناها، مع الأخذ في الاعتبار للحجم الاقتصادي للاستغلال، ودرجة توسع العمل الدائم بأجر، و مقدار الإعانات الدائمة بنحو رئيسي.
هذا و تؤكد الخبرة أن المقاربة الحزبية والتنظيم النقابي للمنتجين الزراعيين الصغار جداً، الذين يحتفظون بمزرعة لغرض حيازة دخل إضافي، يجب أن يتم من زاوية علاقة عملهم الرئيسية لا باعتبارهم مزارعين. وينطبق الشيء نفسه على عمال الأرض، الدائمين أو الموسميين، المهاجرين بنحو أساسي، ولكن أيضاً العاملات في مجال الفرز الأول للمنتوجات و التعبئة والتغليف، و التي جارية هي مقاربة لها من جانب جمعيات/ مجموعات نسائية.
من أجل مداخلتنا في حركات العاملين لحسابهم الخاص في المدينة والمزارعين المكافحين للبقاء، من أجل تجذيرهم و تنسيق الصراع على المستوى الوطني
45 . بادئ ذي بدء لا ينبغي للهيئات أن تعتبر واقعة وجود عدد محدود جداً من القوى الحزبية ضمن العاملين لحسابهم الخاص لا سيما المزارعين، عنصراً رادعاً لمداخلتنا. لقد ثبت أن لدينا مثل هذه القوى ضمن العاملين لحسابهم في المدن و ضمن المزارعين المتواجدين في محيط المنظمات القاعدية الحزبية، و هم الذين نتوجه إليهم عبر النشاط السياسي العام، لكننا لسنا متجهين لقيام تفصيل صحيح و متكامل لمواقفنا المتعلقة بهم و لا لإرشادهم ليتصدروا تأسيس منظمات نقابية أو لينشطوا بنحو ريادي في منظمات موجودة سلفاً، إلخ.
من المؤكد أن من الضروري من أجل توسيع خطوات عملنا مع حلفاء الطبقة العاملة، هو قيام مداخلة حزبية متخصصة مستقلة في حركتهم، مع التزام ثابت بتطوير الصراع حول مشاكلهم الأساسية، على كمثال مشاكل الضرائب/ الديون، و مشاكل الضمان لدى العاملين لحسابهم الخاص، وما إلى ذلك، و العمل على محاور أساسية لتكلفة الإنتاج، والدخل / الأسعار، وحماية الإنتاج، و ما شاكلها، فيما يخص المزارعين المكافحين للبقاء.
لقد ثبت أن المطالب المدروسة قادرة على فتح نشاط و جذب العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين من ذوي المعتقدات السياسية الأخرى. حيث تبقى مسألة تعلم التوجه نحوهم عبر إطار صراع و اتفاق على مسائل مطروحة في الحركة، و على مطالب، من أجل اكتساب أسلوب عمل يحتضن قوى ذات منطلقات مختلفة، و لكنها و مع ذلك تتفق مع مسائل أساسية و مستعدة للكفاح.
إننا بصدد قاعدة نستخدمها لفتح نشاط ذي منظور، مع إطار أشمل لصراعنا الأيديولوجي السياسي. هناك حاجة لقيام إعداد لتوسيع النقاش حول أسباب المشاكل، بنحو يربطها بالنظام الاجتماعي - الاقتصادي، وبالتالي بالنظام السياسي، وبالرأسمالية إجمالاً، و ذلك بنحو يقدِّم رداً على منطق "الوحدة الوطنية والتنمية الإنتاجية" الذي تعرضه كل حكومة، و يُبرز حاجة الثبات على اتجاه و محتوى وأشكال الصراع، إلخ.
إن المفتاح هو انشغال الهيئات و وظيفة المجموعات الحزبية المعنية التي يجب أن تركز على دراسة أفضل لمجالها، و مراقبة التطورات والصراع و معالجة أطر و مواقف و تعميم خبرة النشاط.
حيث ينبغي أن تعرف الهيئات كيفية تشكُّل الحركة من حيث هيكلها و تناسب القوى، و جماهيريتها، و علاقتها مع منظمات الرأسماليين، وهياكل الدولة، إلخ. و عندها فقط يمكننا تقييم المنظمة النقابية التي سنوجه قوانا نحوها- و أعضاء الحزب و أتباعه و ما إلى ذلك- وكيف سنوجههم، فيما يتعلق بتدخل الرأسماليين، وفصائل الأحزاب البرجوازية، و غرف الصناعة و التجارة و معاهد المنظمات النقابية و المنظمات التعاونية و إدارات المحافظات و البلديات.
و ضمن قرارات الجسمين الحزبيين تُعطى المعايير بالتفصيل وتوضح أن الأمر الرئيسي هو التغلغل ضمن قوى شعبية مضللة سياسياً و متلاعب بها، لا أن نقوم من خلال إجراءات "سهلة" و "ملائمة" بجمع عدد محدود من أعضاء الحزب و أتباعه ضمن منظمات نقابية جديدة.
و يتمثل شرط لا يمكن انتهاكه لقوى الحزب، سواء لتلك المكلفة بالعمل ضمن الطبقة العاملة أو العاملين لحسابهم الخاص، في المعرفة المعمقة لاستراتيجية الطبقة البرجوازية والاتحاد الأوروبي، والتوجه العام لسياستهما في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المستهدف و بنحو مترابط دعمها في مجالات معينة و تطوير تحالفاتها مع الطبقة البرجوازية. هذا و لا تزال الإعانات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للمزارعين المكافحين للبقاء، على الرغم من عدم امتلاكها نفس التأثيرات كما كانت في الماضي، مصدراً للأوهام و التضليل، بنحو رئيسي لمالكي الأراضي والمنتجين، الذين تطيل الإعانات جوهرياً بقائهم بنحو يؤمن مادة أولية رخيصة و محصولاً معتمداًَ على مصالح الصناعيين و التجار.
و بالتوازي مع ذلك، ضروري هو توفير الدعم الإرشادي المناسب للمجموعات الحزبية المكلفة ضمن اتحادات العاملين لحسابهم الخاص والجمعيات الزراعية، من أجل تعزيز جذب الشباب والنساء نحو الحركات المعنية.
و تتطلب مسألة خط الالتفاف الجماهيري النضالي ذي الطابع المناهض للرأسمالية والاحتكار أو حتى خط بث الأفكار الجذرية في المواقع الأكثر صعوبة، وجود تخطيط طويل الأمد نسبياً مع التخصص و إيلاء تراتبية للخطى و قيام تكيفات على قاعدة راهنيتها. إن مستوى تدخل الشيوعيين و بالتأكيد بالاقتران مع التدابير المقابلة و الجارية من أجل تحسين نشر ونطاق مواقفنا في هذه الشرائح، هو عبارة عن عملية معقدة تنطوي على نجاحات وانتكاسات.
لا يمكن لأي من أشكال الحشد أو الأشكال الحركية أن يمتلك طابعاً أبدياً و حتمياً. قد يتخذ أحد أشكال الحشد أحياناً مع خصائص مناهضة للاحتكار، تارة بنحو ضحل و تارة بمطالب أكثر تقدماً. حيث يتم اختيار أشكال التجمعات ذات الصلة على المستوى الوطني، أيضاً على أساس تناسب القوى في نقابات الدرجة الثالثة، و بهدف تجميع المنتظمين نقابياً، و تحشيد الجمعيات ولجان النضال و الاتحادات في اتجاه هو في جوهره مناهض للرأسمالية، بهدف تنسيق نشاطها. إن الهدف هو جمهرة هذه التجمعات مع إكسابها طابعا كفاحياً و بسط نشاطها و تعزيز تحالفها مع جميع المضطَهدين، من عمال و مزارعين و عاملين لحسابهم في المدن و نساء و شباب الأسر الشعبية.
إن قيام كل هذا ليس مضموناً منذ البداية أو بجرة قلم. سيكون نتيجة صراع و نشاط و تواصل مستمر، للشيوعيين في المقام الأول مع هذه القوى الاجتماعية، و مع منظماتها النقابية، ولا سيما الأولية منها مع محاولة الحفاظ على حيوية أشكال الحشد هذه و طابعها التمثيلي. و فيما يتعلق بالعمل المشترك بين تجمعات الحركات المختلفة، مثل، العمل المشترك بين قوى بامِه و الهيئة الوطنية لحواجز المزارعين، واتحاد نقابات حرفيي محافظة أتيكي للعاملين لحسابهم الخاص، و الاتحاد النسائي اليوناني وجبهة النضال الطلابي، ولجان تنسيق طلاب المدارس، ينبغي على الطليعة الشيوعية التحرك بمرونة، والمساهمة في إنضاج ضرورة قيام مثل هذا العمل المشترك، دون انتهاك قرارات و وظيفة التجمعات الجانبية المذكورة.
و بالتأكيد تكافح الطليعة الشيوعية من أجل تحقيق إدراك بنحو أوسع للمصالح المشتركة في الصدام مع الاحتكارات والحكومات والدولة والاتحاد الأوروبي، و الكشف عن عواقب المشاركة في الناتو و في المخططات الإمبريالية في المنطقة، مع علمها بأن ذلك ليس بعملية سهلة و ليست متطابقة الدرجات و لها خطى ترويجية كما و نكسات في ظل بث المعضلات التخويفية الجارية ضمن هجمة الأحزاب البرجوازية و ما شاكلها.
ينبغي أن يركز التفكُّر الحزبي على مسألة حاسمة في حركة العاملين لحسابهم الخاص في المدن - مع الأخذ في الاعتبار لمسار وتطور التجمع الوطني للحرفيين و التجار المناهض للإحتكار و تدهور تناسب القوى في السنوات الأخيرة – فمن الضروري هو تحسينه "من الأسفل "من أجل إعادة خلق مقدمات التنسيق على المستوى الوطني في اتجاه جذري و مناهض للاحتكار. حيث يشترط قيام هذه العملية تعزيز قوى الحزب واكتساب مواقع، و أغلبيات في النقابات و الاتحادات ذات الصلة، وهو هدف يتواجد اليوم بعيداً عنا في الغالبية العظمى من المراكز الحضرية.
و وفقاً لقرار المؤتمر المنعقد على المستوى الوطني، يجب أن ينصب التركيز اليوم على ترقية وظيفة النقابات و الاتحادات التي نمتلك أغلبياتها و جمهرتها، و على فتح طرق جديدة للتواصل و لحشد قوى جديدة و نقابات و اتحادات و تعزيز التواصل مع عاملين لحسابهم الخاص منظمين نقابيا، و مع نقابيين آخرين يختلفون مع خط الكونفدرالية العامة لحرفيي و تجار اليونان و الكونفدرالية اليونانية للتجارة، وتعزيز الروابط مع الاتحادات الثانوية التي تتواجد في إداراتها أغلبيات تتأثر بقوى رأسمالية لكنها تتفق مع توجه معين للصراع. ينبغي أن نتخذ مبادرات لتكثيف النشاطات الكفاحية و للإسهام في حشد قوى جديدة.
و في هذا المنحى نحن متجهون لاقتراح أشكال تنسيق جديدة. و على مستوى محافظة أتيكي، ندعم محاولة اتحاد نقابات حرفيي أتيكي. حيث سيكون تجذير الصراع متناسباً مع درجة تثبيت و توسيع قوانا في المدن الكبرى والقطاعات الجماهيرية و جمعها بين المبادرة بمطالب فورية من أجل مشاكل معينة وبين إبراز الإثبات لأسباب المشاكل، و بالتالي، خوض صراع أيديولوجي سياسي ضمن الحركة.
و بنحو مقابل نسعى في مجال المزارعين المكافحين للبقاء إلى تنظيمهم بدافع بقائهم كمنتجين زراعيين، على مستوى كل قرية أو مجموعة قرى، في شكل جمعية زراعية. حيث يمكن أن تكون الخطوة الأولى تشكيل لجنة النضال، خاصة في مرحلة التحركات. هدفنا هو إنشاء اتحادات جمعيات زراعية على مستوى المحافظات أو المحافظات المتجاورة. إن انتزاع قطاعات فلاحية شعبية من نفوذ المزارعين الأقوى لا يُخدم بنحو شكلي من خلال إنشاء جمعية زراعية تضم في صفوفها بشكل أساسي أعضاء وأتباع الحزب وعدداً محدوداً جداً من المزارعين الشديدي الفقر، في حين تواجد المزارعين اﻷكثر نشاطاً في جمعية زراعية أخرى. و بالتأكيد فإن مسألة مقاربتهم هي ذات متطلبات و تحتاج تخطيطاً و مرونة وتصعيداً للمداخلة الإيديولوجية السياسية والجماعية المستمرة، و تصعيد عمل الشيوعيين الرائد مع إطار مناسب للصراع و شعارات وأشكال مقترحة للصراع.
و ندعم عبر قوانا اللجنة الوطنية لحواجز المزارعين وإطار صراعها، و محاولة تعبير التنسيق على المستوى الوطني بصيغ تنظيم أكثر استقراراً وأشكال متناوبة للصراع، في اتجاه إعادة تنظيم حركة المزارعين و التوسيع المستمر للالتفاف في اتجاه مناهض للاحتكار و لسياسة الاتحاد الأوروبي الزراعية المشتركة. و نكافح من أجل الترويج للعمل المشترك بين الطبقة العاملة و العاملين لحسابهم الخاص في المدن، كنتيجة لتفهم الهيئات النقابية، و المنتظمين في النقابات أنفسهم أن العمل المشترك يعزز نضالهم.
يمتلك الشيوعيون الخبرة لكي لا يروا بنحو سكوني أي شكل من أشكال الالتفاف النقابي على المستوى الوطني. إن اﻷمر الرئيسي هو فهم (بناءاً على التجربة الإيجابية والسلبية) كيفية وجوب عمل الشيوعيين و إسهامهم في تنظيم الصراع.
من أجل الترويج للنشاط المشترك للطبقة العاملة مع حلفائها المحتملين في منظور تحالف اجتماعي قوي
46. إن الترويج لتحالف الطبقة العاملة مع العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين، كما حددناه، هو واجب الشيوعيين في المقام الأول. و بمسؤوليتهم ستحقق الحركة العمالية ذات التوجه الطبقي تماشياً كفاحياً مشتركاً أكثر استقراراً في صيغة تنظيم مع قوى اجتماعية يدفعها وضعها الاجتماعي إلى تذبذبات وتردد أكبر.
و ليست بصحيحة تلك الرؤية القائلة أن التحالف الاجتماعي سيتطور و منذ البداية على أساس قبول مطالب الطبقة العاملة من قبل القطاعات الشعبية للشرائح الوسطى كإعراب على التضامن أو لأن، المصالح العامة للطبقة العاملة – التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج- تشكل تقدماً اجتماعياً أيضاً بالنسبة لهذه القوى، و أن على هذا الأساس راسخ هو الموقع القيادي للطبقة العاملة ضمن التحالف، في التحليل والمنظور النهائيين.
إن الموقع الموضوعي المذكور أعلاه للطبقة العاملة في التقدم الاجتماعي الثوري و في الممارسة الاجتماعية ينبغي أن يُكتسب و بمسؤولية طليعتها الأيديولوجية والسياسية المنظمة.
و يشترط اكتسابه فهم الأساس الموضوعي لتذبذبات القطاعات الشعبية للشرائح الوسطى والصبر في محاولة كسبها و انتزاعها من نفوذ تأثير الفئات العليا من الشرائح الوسطى العليا و طبقة الرأسماليين، يشترط وجود رؤية و موقف طليعيين من أجل حقوق دخل هذه الشرائح و غيره من حاجاتها الاجتماعية في الظروف الرأسمالية. إن واقعة النزوع الموضوعي لهذه الشرائح نحو التمركز في مجال الإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية، ولكن أيضاً في التجارة و الإطعام - السياحة، وما إلى ذلك ، لا تبرر المقاربات التبسيطية حول كيفية تشكُّل وعي وموقف هذه الشرائح. حيث ليس بديهيٌ ولا تلقائيٌ هو إدراكها لمصلحتها المشتركة مع الطبقة العاملة كما و دون تذبذبات. إن مثل هذه الرؤى والممارسات تشوه الطابع الجوهري والوحيد للطبقة العاملة و الذي ينبثق منه دورها القيادي في إسقاط السلطة الرأسمالية و بناء السلطة الشيوعية الاشتراكية الجديدة.
إن أسلوب توجُّه هيئات الحركة النقابية العمالية – بمسؤولية الشيوعيين في المقام الأول- نحو منظمات العاملين لحسابهم الخاص و المزارعين المكافحين للبقاء، يشكِّل عنصر جوهرياً ينبغي اكتسابه. و أن تأخذ الهيئات في الحسبان أنها عند تقوم بتواصل مع حركات ملاكين صغار، و هم الذين من موقعهم كمالكين لوسائل إنتاج أو أرض أو رأس مال في شكل تجارة أو نقود، لا يمكن أن يكونوا قوة اجتماعية ثورية متسقة. و لذلك من غير الممكن تحقيق تطابقهم و تقابلهم مع أهداف ومطالب الطبقة العاملة بنحو كامل، و ذلك في واقع ظروف انحسار عام للحركة. لذلك من الضروري وضع خط وإطار متخصصين للصراع و مجابهة ظاهرة النقل الآلي للمواقف وأشكال الصراع والخبرات المكتسبة ضمن الحركة العمالية.
ليست هذه المهمة بسهلة في الظروف الحالية حيث لا يزال تناسب القوى سلبياً للغاية، و مع ذلك فإن هذا لا يعني عدم وجود إمكانيات تتشكل فوق أرضية التطور الموضوعي للاقتصاد الرأسمالي. و هو ما يتضح عبر بعض المحاولات الإيجابية للعمل المشترك، حيث اعتنينا بنحو ناجز بصياغة إطار عمل مناسب يسهل النشاط المشترك، و على رأسها إقامة التظاهرات المشتركة في أثينا بين بامِه و الهيئة الوطنية لحواجز المزارعين و من ثم لتظاهرات مشتركة بين منظمات عمالية و حرفية و نسائية من أجل عطلة يوم الأحد و مسائل الصحة. و تشمل التجربة الإيجابية صيغة النضال المتمثل في إغلاق التجار و الحرفيين متاجرهم في المناطق الريفية في مرحلة نصب حواجز المزارعين على الطرق الوطنية، و النشاط المشترك من أجل المشاكل الشعبية الكبرى، كمثال إدارة النفايات (مينيذي)، وكوارث الحرائق (شرق محافظة أتيكي)، والفيضانات (مانذرا) وإعصار "إيانو" (كارذيتسا)، و من أجل إزالة صهاريج تخزين النفط (بيراما) و غيرها.
و في بعض حالات العمل المشترك من أجل مشاكل شعبية كبيرة، التفَّت ضمنها أيضاً صيغ أخرى من المنظمات الشعبية (كمنظمات أولياء أمور التلاميذ والطلاب، و الثقافة والبيئة والعلماء والفنانين وما شاكلها) بالإضافة إلى النقابات العمالية للحلفاء الاجتماعيين، و اتخذت شكل تجمعات شعبية أوسع. و في بعض الحالات، انتقلت بسرعة أكبر نحو هدف آخر للصراع، وحققت بدرجة أو أخرى تواصلاً - تعاوناً أكثر استقراراً بين المنظمات الجماهيرية. و وجدت في فترة تفاقم الأزمة الاقتصادية السابقة، خاصة في أعوام 2011 - 2014 ، أشكال للتجمعات الشعبية الكفاحية - لجان شعبية - طورت نشاطاً لحل المشاكل الحادة، كمثال قطع الكهرباء عن الفقراء، مصادرة السكن الشعبي، و غيرها. وفي المستقبل القريب، ستنشأ الحاجة إلى الدفاع الشعبي الجماهيري عن السكن الشعبي و المهني الصغير ضد المزادات، و الحاجة للتضامن من أجل البقاء وما إلى ذلك. إن كل هذه هي أشكال مشروعة ومفيدة لتنظيم و صراع القوى الشعبية، والتي لا ينبغي و مع ذلك، اعتبارها أشكالاً دائمة للحركات الاجتماعية و تحالفها، كما و لا ينبغي الاستهانة باستخدامها وإسهامها في إيلاج لوى جديدة في الحركات و إكسابها سمة كفاحية.
إنها قضية تدخل الشيوعيين في الحركة العمالية النقابية، لكي تقوم الأخيرة بوضع مسائل البقاء والظروف المعيشية في مركز نشاطها.(كالصحة، التأمين، التعليم، الرعاية الاجتماعية والبنية التحتية الاجتماعية، الحاجات الغذائية والحماية من الظواهر الطبيعية) التي تهم اﻷسر العمالية الشعبية بنحو أوسع، و تهم أغلبية العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين المكافحين للبقاء، لدعم مطالبهم للحماية من المزادات والمصادرات، وما إلى ذلك، و معارضة الحروب الإمبريالية و التدخلات والضغوط، عبر قيام عمليات جماعية جوهرية ( التوجه نحو مجلس الإدارة، إجراء اجتماعات مشتركة، إلخ). هذا هو السبيل لاكتساب العمل المشترك، ولإدراك ضرورته و فائدته
إن المشكلات الاجتماعية الهامة هي أساس لتطوير أكثر استقراراً للصراع المشترك من قبل النقابات العمالية والجمعيات الزراعية ومنظمات العاملين لحسابهم الخاص، ولكن أيضاً من جانب جمعيات ومجموعات الاتحاد النسائي اليوناني ومنظمات العلماء والفنانين والطلاب والتلاميذ، للترويج للتحالف الاجتماعي في الممارسة.
حيث باستطاعة تطوير العمل المشترك للجمعيات والجماعات النسائية للاتحاد النسائي اليوناني مع النقابات والاتحادات و المراكز العمالية الملتفة ضمن بامِه، ولكن أيضاً مع نقابات و نقابيين نسعى إلى تطوير قنوات الاتصال معهم، أن يساعد في نشر مواقف و مطالب العمال و الموظفين ضمن مواقف و وظيفة النقابات العمالية من أجل صعود مشاركة النساء في هذه المنظمات. وينطبق الشيء نفسه على علاقة جمعيات و مجموعات الاتحاد النسائي اليوناني بالجمعيات الزراعية، وهيئات حركة طلاب الجامعات و المدارس، مع منظمات العاملين لحسابهم الخاص لنشر المواقف والمطالب المتعلقة بإنصاف و إعتاق المرأة.
و في أي حال، فإن الترويج للتحالف الاجتماعي يفترض مسبقاً توسع القوى الملتفة ضمن بامِه، ولكن أيضاً تحسين مواقع الشيوعيين في حركة المزارعين وخاصة في حركة العاملين لحسابهم في المدن، لكي تُشكَّل و توظف جمعيات و اتحادات المزارعين و جمعيات واتحادات العاملين لحسابهم في المدن للتحرر من النفوذ الرأسمالي. و أن يُخطط عمل خاص ينبغي قيامه في منظمات العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين المكافحين للبقاء، من أجل إنضاج هذه المشاركة و حشد القوى الموجودة وليس فقط ضمان اتخاذ قرارات شكلية.
المسؤولية الإرشادية
47. إن كل ما ذكر أعلاه سبق يشترط مسبقاً قيام تدخل أيديولوجي سياسي مخطط بنحو مفصل ومع تدابير مقابلة (تكليف الهيئات، تشكيل منظمات حزبية، قيام نقاشات في المنظمات القاعدية الحزبية) في صفوف المزارعين والعاملين لحسابهم الخاص في المدن، ودعمهم المركزي بمادة دعائية و مقالات و ملاحظات حزبية داخلية بشأن المواقف و نقد القوى الأخرى و قيام مداخلات في البرلمان و في مجالس المحافظات و البلديات و ما شاكلها.
هناك حاجة إلى رعاية إرشادية لترقية نقابيين و فولذتهم شيوعياً عبر مشاركتهم في جميع أشكال النضالات الطبقية، و إلى عمل من أجل تنمية وعيهم الشيوعي من خلال المدارس الحزبية الداخلية التثقيفية والدروس، و الندوات و غيرها. هناك حاجة إلى برنامج جولات حزبية متخصصة و اجتماعات و تظاهرات. و لبرنامج تجنيد مع إعطاء الأولوية للقطاع و القرية و المحصول ذي الزخم النسبي، حيث يجب أن نكتسب قوى لتشكيل مجموعة حزبية ستتصدر عملية التواصل مع الجمعيات أو تأسيسها.
و من المطلوب قيام عمل خاص مع المزارعين الرواد، القادرين على فهم أن مستقبل الإنتاج الزراعي، و الإنتاج إجمالاً، ليس في في منتج السلعة الفردي ولا في المزارع الرأسمالي، بل في الإنتاج الزراعي المُمكنن الكبير، مع ملكية اجتماعية و تخطيط مركزي و أن التعاونية الزراعية الإنتاجية هي درجة في إعداد جزء من صغار المزارعين. كما و مطلوب قيام عمل خاص مقابل في صفوف العاملين لحسابهم في المدن و خاصة للعلماء العاملين لحسابهم و أيضاً للحرفيين في قطاعات جديدة زاخمة.
مطلوب هو وجود كوادر في جميع المستويات، من اللجنة المركزية وصولاً لمكاتب المنظمات الحزبية القاعدية، قادرة على إرشاد الكوادر المنتخبة في مجالس إدارة المنظمات الجماهيرية للمزارعين و العاملين لحسابهم في المدن.