روابط المواقع القديمة للحزب
الفصل الثاني
الإطار السياسي - العسكري الدولي للعالم المعاصر. مزاحمات قاسية تشمل العالم بأسره. منطقتنا
9. يُخاض الصراع الإمبريالي البيني عبر وسائل اقتصادية و سياسية و دبلوماسية، و يُعبَّر عنه في حروب "محلية"، و زيادة التسلح وتحديثه، وتغيير العقائد العسكرية، و غيرها، بينما يزداد خطر اندلاع حرب إمبريالية أشمل. في أوراسيا وشرق المتوسط، و الخليج وجنوب المحيط الهادئ، و في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، في القطب الشمالي وآسيا الوسطى، في كل مكان حيث تتصادم احتكارات عاتية و دول رأسمالية وتحالفاتها. و في السنوات الأخيرة، كانت منطقة شرق المتوسط إحدى النقاط المحورية وهي التي تشكل "قناة" لآسيا وأوروبا وأفريقيا. فعدا الخسائر البشرية الفادحة، أجبرت حروب تخاض في منطقتنا الملايين على مغادرة ديارهم والتوجه إلى دول أخرى و نحو أوروبا.
المعركة بين الولايات المتحدة والصين من أجل الصدارة في النظام الإمبريالي
10. إن العنصر الذي يميز العلاقات الدولية بشكل متزايد، هو تفاقم المواجهة بين الولايات المتحدة والصين على الصدارة في النظام الإمبريالي و هو الذي يمتلك عدا الخلفية الاقتصادية انعكاساً مباشراً على المستوى السياسي – الدبلوماسي و العسكري. حيث اتهمت الولايات المتحدة الصين بشأن وباء الفيروس التاجي، وسرقة التقنيات، و "التوسعية" و غيرها، بينما تسعى الصين من جانبها عبر "أداة" اتفاقيات اقتصادية و تجارية، إلى اختراق التحالفات الأمريكية التقليدية. و تُكيف الولايات المتحدة عقيدتها، معتبرة الصين خصمها اﻷول و اﻷساسي.
و تسعى الولايات المتحدة إلى "تلبيس" هذا الصراع المندلع "لبوس" بدع معادية للشيوعية، بينما تستغل الصين مقابل ذلك، بدعة "دمقرطة" العلاقات الدولية ضمن إطار النظام الإمبريالي العالمي، وتركز على ضرورة تجاوز "العالم أحادي القطبية" لصالح "تعدد قطبيته" و ضد فرض السياسة الأمريكية.
و يُسعى لإخفاء حقيقة نشوء صراع فوق أرضية علاقات الإنتاج الرأسمالية السائدة في البلدين، بين أعتى قوتين اقتصاديتين في العالم الرأسمالي الحالي من موقع الصدارة في النظام الإمبريالي.
و يتزايد و باضطراد انخراط المنظمات والاتفاقيات الدولية والمتعددة الأطراف ضمن احتدام المواجهة بين القوتين، الذي يأخذ طابعاً عالمياً ويتجلى في وقت واحد في أجزاء كثيرة من العالم، و هو ما يُظهر إمكانية سير التبعية المتبادلة للاقتصادات الرأسمالية يداً بيد مع احتدام التناقضات الإمبريالية البينية. هذا و لم يُحضر خط سياسة "ضبط" الصين التي اتبعتها القيادة الأمريكية قبل ولاية ترامب عِبر إبرام اتفاقيات متعددة الأطراف مع بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية والمحيط الهادئ، النتائج المنتظرة، و جرى استبدالها من قبل رئاسة ترامب بموقف أكثر صرامة تجاه الصين، و هو الذي لا يُنتظر إسقاطه من قبل رئاسة بايدن.
هذا و يؤثر صراع الولايات المتحدة - الصين أيضاً على علاقات تعاونهما ومزاحمتهما مع المراكز الإمبريالية العاتية الأخرى، وخاصة مع روسيا ودول الاتحاد الأوروبي.
عن تخطيط الناتو والصراع داخله
11. تتصف استراتيجية الناتو بالتوسع المخطط في جميع أنحاء العالم، والتوسع عِبر ضم أعضاء جدد وإقامة شراكات مع عشرات الدول، و تشكيل وحدات عسكرية جاهزة للحرب. حيث يُروَّج لخطة تستهدف روسيا وإيران، بينما تم تضمين الصين كهدف أيضاً. هذا هو غرض تشكيل وحدات قوى مشاة و قوى جوية وبحرية مجهزة بالكامل يمكنها التدخل في غضون 30 يوماً في أي جبهة تختارها أركان الناتو (و هو ما يعرف بصيغة4x30 ).
و تنتشر قوى الناتو في عدة مناطق للكوكب من أفغانستان وكوسوفو وصولاً إلى البلطيق و القفقاس و المتوسط و البحر الأسود و أفريقيا.
و في الوقت نفسه، تتزايد التناقضات باضطراد بين الولايات المتحدة - ألمانيا أو بين الولايات المتحدة - فرنسا و بين فرنسا - ألمانيا، كما و تناقضات مهمة أخرى بين تركيا - فرنسا أو تركيا - اليونان. و موصوفة هي تصريحات ماكرون بأن "الناتو مات دماغياً". حيث تجري حتى الآن تسوية هذه التناقضات من خلال العديد من التوافقات المؤقتة، غالباً بطريقة "إطفائية" لكن "تشابكها" يزداد تعقيداً باضطراد، أمر يضع في موضع التشكيك وظيفة و زخم تحالف الذئاب الإمبريالي حتى من جانب قوى سياسية و محللين برجوازيين.
اتحاد رأس المال في أوروبا، الاتحاد الأوروبي
12. يواجه الاتحاد الأوروبي الكوكب باعتباره "بيئة استراتيجية له" على أساس استراتيجيته العالمية التي أنجزها و يستعد لتعديلها. و هو يسعى أيضاً لتحقيق تغلغل أكثر فعالية للاحتكارات الأوروبية في البلدان الثالثة. و على هذا النحو، أنشأ ما يسمى "التعاون العسكري المنظم الدائم (PESCO). و بالتوازي مع ذلك، يجري الترويج لـ "مبادرة التدخلات الأوروبية" المستوحاة من فرنسا من أجل التغلب على التأخيرات التي سببتها عملية اتخاذ القرار بالإجماع من أجل تنفيذ المهام الإمبريالية الفورية. لقد فرَد الاتحاد الأوروبي اليوم سلفاً طيات مهام إمبريالية له في ثلاث قارات.
هذا و تتخذ تدابير في السنوات الأخيرة لتعزيز هدف ما يسمى بـ "الاستقلالية الاستراتيجية" في سياق تعزيز التحالف والتدخلات المشتركة مع الناتو الذي يبقى العماد الأساسي للأمن الأوروبي.
و وفق معيار الاكتفاء العسكري المستقل، يُعزز تخطيط تطوير برامج البحث والتسلُّح من سوق الاتحاد الأوروبي، في محاولة للحد من الاعتماد على سوق الأسلحة الأمريكية. حيث يلعب ما يسمى "صندوق الدفاع الأوروبي" دوراً مهماً و "برنامج التنمية الصناعية الأوروبية في مجال الدفاع" (EDIDP) و تشكيل"التقييم السنوي المنسق لمجال الدفاع (CARD)" من اجل رصد تنفيذ أهداف الاتحاد الاوروبي للتسلح و الترويج للآليات العسكرية و البعثات من قبل الدول الأعضاء، على غرار نموذج "الفصل الأوروبي" في مجال الإقتصاد.
و من أجل عصرنة الصناعة الدفاعية في الاتحاد الأوروبي، تُدعى دوله اﻷعضاء لمنح 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي لبرامج تسلح الاتحاد الأوروبي، عدا التزاماتها تجاه الناتو. هذا و من المُخطط ﻠPESCO ترقية مستوى ما يسمى بـ "الحراك العسكري".
و تتعمق عسكرة الاتحاد الأوروبي و ينطبع ذلك في تشكيل "مرفق السلام الأوروبي"، وهو صندوق جديد خارج الميزانية (الإطار المالي متعدد السنوات 2021-2027) و هو الذي سيحصل على تمويل إضافي بقيمة 10.5 مليار يورو. حيث ستمول هذه الآلية أنشطة "السياسة الخارجية والأمنية المشتركة".
كما يتم الترويج لمخططات تعزيز "آلية الجوار والتنمية والتعاون الدولي"، وهي أداة عاتية لتدخل الاتحاد الأوروبي في بلدان ثالثة.
و في الوقت نفسه، عبَّر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن الاتجاه النابذ للمملكة المتحدة المتواجد سلفاً، و الذي دُعم من قبل الولايات المتحدة الساعية لدفع إبرام اتفاقيات منفصلة مع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفرض عقوبات على احتكاراته و على بلدانه القوية كألمانيا وفرنسا.
تحالفات سياسية ودبلوماسية وعسكرية جديدة و انسحاب من القديمة منها
13. تُصاغ علاقات التبعية المتبادلة غير المتكافئة الناظمة لعلاقات كافة الدول الرأسمالية، عبر جملة من المنظمات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية والإقليمية. و ينطبع تناسب القوى فيها بنحو غير مباشر، و غالباً ما تصبح ميداناً لتمظهر المزاحمات. و في السنوات الأخيرة ال30، ظهرت إلى جانب أشهرها (كالأمم المتحدة، الناتو، الاتحاد الأوروبي، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، منظمة التجارة العالمية، G7 ،G20) التي تقودها الولايات المتحدة، هياكل جديدة مثل البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا)، و منظمة شنغهاي للتعاون بقيادة الصين، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة روسيا.
إن هذه الاتحادات، التي تشكلت فوق أرضية الرأسمالية الاحتكارية، هي اتحادات دول رأسمالية على الرغم من اختلافاتها أو درجة توحيدها المتباينة، و لها نفس الطابع الطبقي الاستغلالي و هي تغرض إلى: تعزيز سلطة الطبقات البرجوازية المشاركة فيها و موقعها الاقتصادي و الجيوسياسي، في اقتسام و إعادة اقتسام الكوكب.
و تمر بعض الدول الرأسمالية باضطرابات خطيرة في ظروف تفاقم الأزمة الرأسمالية التي تحضر نزعة إعادة صياغة تراتبية القوة بين هذه الدول، مثل: تكتل البريكس الذي تتعزز المواجهة القائمة ضمنه بين الصين والهند. و تتعزز ضمن APEC (منظمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ[1]) و ASEAN (رابطة أمم جنوب شرق آسيا[2]) احتكاكات حول الموقف من استحقاقات الصين وتورط الولايات المتحدة في المنطقة.
إن ALBA ("التحالف البوليفاري لشعوب أميركا اللاتينية[3]")، الذي حظي بدعم الصين و روسياً أيضاً، أُضعف بنحو كبير بعد هيمنة حكومات متجهة نحو الولايات المتحدة.
و تتحرك الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على صدارتها في النظام الامبريالي نحو إعادة ترتيب كل تحالفاتها، و إعادة النظر في الاتفاقات، وإعادة هيكلة منظمات دولية، وشل غيرها، حين عدم تمكنها من استخدامها لأجل مخططاتها. حيث موصوف هو استغلال الولايات المتحدة لمنظمة الدول الأمريكية في السنوات الأخيرة باعتبارها "أداتها" في المنطقة.
و على هذا النحو، انسحبت الولايات المتحدة عام 2002 من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية (ABM)، و عام 2017 من اليونسكو و في 2018 من الاتفاقية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني. و انسحبت عام 2017 من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP)، لكنها شرعت أيضاً في تجميد المحادثات بشأن اتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمارTTIP مع الاتحاد الأوروبي. و ضغطت في عام 2018 مهددة بالانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية NAFTA التي تم توقيعها في 1994، ونجحت في تعديلها لتغدو USMCA[4] و انسحبت عام 2019 من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى (INF)، الموقعة عام 1987. و انسحبت عام 2019 من اتفاق باريس للمناخ. و عام 2020 من اتفاقية الأجواء المفتوحة. و بالإضافة إلى ذلك، فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها تفكر في إجراء تجارب نووية جديدة، في انتهاك لاتفاقية 1963 الدولية ذات الصلة.
و بهذا النحو فإن موقف أعتى مركز إمبريالي لليوم، يُبدد اﻷوهام التي غذتها و زرعتها قوى برجوازية وانتهازية مختلفة، و هي تلك القائلة أن "عولمة الاقتصادات" و "تعدد القطبية" تقود إلى نظام عالمي يتم فيه حل جميع المشاكل "سلمياً" عبر القانون الدولي والمنظمات الدولية.
إن الوضع الأشمل المتعلق بمشاكل تطبيق القانون الدولي تؤكد أن القانون الدولي، كما عرفناه وقت وجود الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية الأخرى، و الذي كان نتيجة لتناسب القوى العالمي بين قوة هذه البلدان و البلدان الرأسمالية، لم يعد موجوداً. إن قرارات المحاكم الدولية تتاثر بتناسب القوى في النظام اﻹمبريالي. و تعبر اتفاقات "السلم اﻹمبريالي" عن تناسب القوى بنحو مباشر أو غير مباشر بين الدول الرأسمالية المتورطة و يُطعن بها مع تغير هذا التناسب.
لقد تحولت المؤسسات الدولية العاتية لغطاء من أجل تعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والقوى الإمبريالية الأخرى. مواجهات و توافقات مؤقتة بين القوى الإمبريالية العاتية. و تتمظهر داخلها مواجهات و توافقات مؤقتة بين قوى إمبريالية عاتية. حيث يلي استحالة تحقيق التوافقات ضمنها، قيام مساومات وتهديدات، وصولاً للانسحاب من مختلف الاتفاقيات، كما يتضح من موقف الولايات المتحدة ودول أخرى، كروسيا، الذي ينص على تفوق تشريعها الوطني على القانون الدولي واللوائح الدولية، مستنسخة موقف الولايات المتحدة المقابل تجاه القانون الدولي.
و بنحو خاطئ تجري ترجمة نزعة تغير تناسب القوى، وانسحاب الولايات المتحدة من سلسلة من الاتفاقات بهدف إعادة ترتيب التحالفات الإمبريالية لصالحها، وكذلك سعيها إلى تحويل الأهداف الأمريكية الرئيسية في المنطقة الآسيوية ضد الصين، على أنها "انسحاب أمريكي" و "فراغ سلطة" في العالم. حيث من الواضح أن الواقع مختلف.
هذا و تسعى الولايات المتحدة، إلى إعادة هيكلة في صالحها لشبكة المنظمات والاتفاقيات الدولية المجسدة للتبعية المتبادلة غير المتكافئة القائمة بين الدول الرأسمالية. حيث تقدر قيادة الولايات المتحدة أن الزمن قد عفى عن الشكل الحالي لقمة الدول السبع الرأسمالية الأعتى (الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا) و أن هناك وجوب لدعوة أستراليا وكوريا الجنوبية والهند وروسيا لحضوره، في محاولة لتشكيل حلف جديد مناهض للصين. و يُعطى وزن خاص لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ و محاولة ربط الهند بالخطط الأمريكية في بيئة احتدام حدة العلاقات الصينية الهندية.
[1] تضم المنظمة: أستراليا، بروناي، كندا، تشيلي، الصين، هونغ كونغ، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة ، بيرو، الفلبين، روسيا، سنغافورة، تايوان، الولايات المتحدة الأمريكية و فيتنام.
[2] تضم الرابطة: فيتنام، إندونيسيا، كمبوديا، لاوس، ماليزيا، بروناي، ميانمار، سنغافورة، تايلاند و الفلبين.
[3] اليوم، لا تزال تشارك به: كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وبعض الدول الجزرية الكاريبية الأصغر ، بينما انسحبت منه: هندوراس (2010) والإكوادور (2018) وبوليفيا (2018).
[4] اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA). كان دونالد ترامب قد هدد بأن الولايات المتحدة ستنسحب من NAFTA إذا لم يتم إجراء تغييرات جذرية. ومع ذلك، فقد رحب في رسالة عبر تويتر بـ "الصفقة التجارية الجديدة الرائعة" بين الولايات المتحدة وكندا و المكسيك.
القوة العسكرية في "استمرار السياسة بوسائل عنيفة"
14. يُقدَّر الإنفاق العسكري العالمي عام 2019 بنحو 1.917 تريليون دولار، مما يقابل نسبة 2.2٪ من الناتج الإجمالي العالمي، بزيادة قدرها 3.6 ٪ عن عام 2018 و 7.2٪ عن عام 2010، و ذلك للعام الثالث على التوالي، و يرجع هذا بنحو رئيسي لزيادة الإنفاق العسكري والعمليات العسكرية لكلا الولايات المتحدة و الصين. و ارتفعت مبيعات الأسلحة الدولية بنسبة 7.8٪ في الفترة 2014-2018، أو بنسبة 20٪ مقارنة بالفترة 2005-2009.
و تتصدر الولايات المتحدة الإنفاق العسكري بنحو (732 مليار دولار)، تليها الصين (261) والهند (71.1) وروسيا (65.1) و السعودية ( 61.9)، فرنسا (50.1)، ألمانيا (49.3)، بريطانيا (48.7)، اليابان (47.6)، كوريا الجنوبية (43.9). هذا و بلغ إجمالي الإنفاق العسكري للدول اﻠ29 الأعضاء في الناتو: 1035 مليار دولار عام 2019.
و في الفترة 2015-2019، حافظت الولايات المتحدة على المرتبة الأولى في صادرات الأسلحة بنسبة 36٪، تليها روسيا، ثم فرنسا وألمانيا والصين.
و تواصل القوى النووية تحديث ترسانتها النووية باستبدال الرؤوس الحربية القديمة. حيث تمتلك القوى النووية التسع (الولايات المتحدة - 5800 رأس نووي، روسيا - 6375، بريطانيا - 215، فرنسا - 290، الصين - 320، الهند - 150، باكستان - 160، إسرائيل - 90، كوريا الشمالية 30-40)، إجمالياَ 13400 سلاحاًَ نووياً، يتواجد 90٪ منها بحوزة الولايات المتحدة وروسيا.
و تتصاعد المزاحمة و يعلن كلا البلدين عن تغييرات في عقيدتهما العسكرية "النووية"، بينما تجري تصريحات من كلا الجانبين عن تصنيع "أسلحة خارقة" على غرار منظومات سلاح الليزر الاوتوماتيكية و عن مجالات استخدام جديدة كالفضاء.
وتنوي الولايات المتحدة إدراج الصين في اتفاقية رقابة واحتواء نووية، معتبرة إياها منافساً خطيراً، في حين أن المسألة الرئيسية التي يتم بحثها في مجال الأسلحة النووية هي القدرة على توجيه "الضربة الأولى".
و تتمثل "أداة" مهمة للتخطيط العسكري لأعتى القوى، في قواعدها العسكرية المتواجدة خارج حدودها، حيث يبدو أن الولايات المتحدة تملك أكثر من 700 قاعدة ذات استخدامات مختلفة، في جميع أنحاء العالم. كما و تمتلك بريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا وتركيا والصين واليابان والهند أيضاً، قواعد لها في الخارج.
إن تغيير العقيدة الدفاعية لسلسلة من الدول الرأسمالية هو عنصر هام لهذه الفترة، و يدل على شدة احتدام المزاحمات والاستعداد العسكري (نموذجي هو مثال ألمانيا قبل بضع سنوات، و اليابان مؤخراً) . و في الوقت نفسه، يقترب الناتو من دول وُصفت على مدى عقود بأنها "محايدة"، حيث تشكل السويد مثالاً نموذجياً.
مشاركة الطبقة البرجوازية اليونانية في المزاحمات
15. تسعى طبقة اليونان البرجوازية نحو ترقيتها الجيوسياسية عبر المشاركة بنشاط في المخططات العسكرية السياسية للولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. و يجري التعبير عن هذه الأهداف من قبل الأحزاب البرجوازية وحكومات الحزب الواحد أو الإئتلافية على الرغم من اختلافاتها الجانبية، سواء من قبل حزب سيريزا سابقاً كما و من قبل حزب الجمهورية الجديدة اليوم. و يشكل ذلك خياراً استراتيجياً لجميع الأحزاب البرجوازية و عنصراً أساسياً لخطها الإستراتيجي المشترك.
و تطمح الطبقة البرجوازية اليونانية إلى رفع مستوى مواقعها في البلقان وجنوب شرق المتوسط، حيث لها مصالح اقتصادية كبيرة. و أقدمت على إبرام "اتفاقية بريسبا" من أجل فتح الطريق لانضمام دولة أخرى إلى حلفي الناتو والاتحاد الأوروبي، الإمبرياليين. و تسعى إلى التعاون في استغلال ثروة الطاقة في شرق المتوسط لتوجيهها إلى الأسواق الأوروبية، عبر خط أنابيب EastMed، فضلاً عن إنشاء خطوط أنابيب عمودية في شمال اليونان، والتي سيتم من خلالها توزيع الغاز المسال الأمريكي الذي يصل اليونان، إلى بلدان أوروبا. إن كل هذا مدمَّج في تخطيط "إنهاء اعتماد" أوروبا على الغاز الروسي.
وتسعى إلى جعل البلاد مركزاً تكنولوجياً وطاقياً واقتصادياً لإسناد الخطط الأوروأطلسية للمنطقة. و في هذا اﻹطار يندرج استخدام أحواض بناء السفن اليونانية لتلبية احتياجات الأسطول السادس الأمريكي و مينائي الكسندروبوليس وكافالا لنقل الغاز الطبيعي المسال، كما واستثمارات المجموعات الأمريكية القوية في مجال المعلوماتية في أتيكي. و بالتوازي مع ذلك، تحاول إدارة رد فعل الولايات المتحدة على استثمارات الصين الجارية في البنية التحتية للموانئ المحلية و في نقل الكهرباء.
و كانت حكومة سيريزا قد روجت لما يسمى بـ "الحوار الاستراتيجي بين اليونان والولايات المتحدة"، والذي صاغ إطاراً للمواضيع الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مع عملية إعادة نظر حاسمة و توسيع الاتفاقية اليونانية الأمريكية بشأن القواعد.
إن الاتفاق الذي أبرمته حكومة حزب الجمهورية الجديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية يخدم أيضاً هذا التخطيط، و هو الذي يتضمن التحديث الأبعد لقاعدة سوذا وإنشاء قواعد طائرات بدون طيار في لاريسا وطائرات هليكوبتر في ستيفانوفيكيو وميناء ألكسندروبوليس الذي يعد حلقة مطورة هامة للخطط الأمريكية، مع الحفاظ على قاعدة طيارات رادار أواكس في آكتيو في بريفيزا، وتحديث القاعدة في آراكسوس من أجل "استضافة" أسلحة نووية. و تستعد الحكومة اليوم للتنازل عن ما يزيد عن 20 موقعاً في البلاد لكي تستخدم كقواعد عسكرية للولايات المتحدة.
و عمليا، يتم إنشاء شبكة من القواعد العسكرية تغطي جغرافيا جميع مناطق البلاد، مما يجعل اليونان قاعدة انقضاضية لتنفيذ الخطط الإمبريالية، و محطة للطائرات المقاتلة والمروحيات، و لرسو حاملات الطائرات، والغواصات النووية، ومدمرات الناتو والولايات المتحدة، و كبنية تحتية للاتصالات والتجسس و مستودعات للوقود، ومرافق استقبال القوات البرية، من أجل تطويق روسيا، و من أجل نقل القوى نحو مختلف البؤر الحربية ضمن ترابطٍ مع القواعد والبنى التحتية اﻷمريكية المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط و البلقان والقواعد البريطانية في قبرص، و مع إمكانية شن ضربات نووية من قاعدة آراكسوس.
و تمنح الاتفاقية اليونانية الأمريكية إمكانية تنصيب واستخدام قوى أمريكية في جميع وحدات الجيش اليوناني مع تبعات متعددة على دورها وتوجهها، كجزء عضوي من جيش الناتو.
و في الممارسة يتعمق انخراط البلاد في الخطط الإمبريالية، وقد نشأت بالفعل مخاطر كبيرة لاستهداف شعبنا. حيث حذرت روسيا وإيران أنهما سوف تُضربان بالصواريخ إذا ما تعرض أمنهما للخطر من قبل القواعد الأمريكية.
و تتمظهر عدوانية الطبقة البرجوازية اليونانية أيضاً، في إرسال قوى عسكرية يونانية إلى عشرات المهام الإمبريالية للخارج. و عبر القرارات الحكومية الأخيرة يُرسل نظام صواريخ باتريوت إلى السعودية مع طواقمه المقابلة. إن اليونان تشارك عبر قوى عسكرية و مدنية في ليبيا. و تقوم سفن حربية لها بدوريات في مضيق هرمز في الخليج، بينما طرح على الطاولة مقترح إرسال بعثة عسكرية إلى مالي، حيث تقاتل القوات الفرنسية ومتعددة الجنسيات.
و يتمثل استفزاز في محاولة تبرير مهام القوات اليونانية في الخارج من خلال ذريعة تغطيتها بقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، التي تدعمها جميع الأحزاب البرجوازية و تتصدَّرها حكومتا حزبي الجمهورية الجديدة و سيريزا.
إن سعي الطبقة البرجوازية لتشكيل "محور" مع إسرائيل ومصر وقبرص يعزز انخراط البلاد في تناقضات تخص أيضاً دول التشكيلات الحليفة التي تشارك بها. و أكثر من ذلك بكثير حيث تشكل دولة إسرائيل قوة احتلال في فلسطين و تقوم بقتل شعبها، و هي في صراع مع إيران، وتحتل وتقصف أراضٍ سورية، كما و تتورط مصر في الحرب في ليبيا ولها مطامع أشمل في المنطقة. حيث لا أساس لشعور النشوة المروج له، في حين أن احتكارات الطاقة التي ستتولى خط أنابيب East Med هي المستفيدة، وليس شعبنا و باقي الشعوب.
إن منطقة البلقان هي ميدان هام للمزاحمات الإمبريالية البينية، وهي ذات أهمية جيواستراتيجية خاصة، باعتبارها "ممر شرايين" للنقل و الطاقة من وإلى الاتحاد الأوروبي كما و "رأس جسر" للإمبريالية الأوروأطلسية لترسيخ نفوذه السياسي الاقتصادي في منطقة أوراسيا والبحر الأسود والقوقاز وبحر قزوين و غيرها. حيث انضمت اليوم جميع بلدانها إلى حلفي شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، الإمبريالييين، في حين تم تكثيف الجهود في السنوات الأخيرة لاستكمال دمج غرب البلقان في هذين التحالفين. تواصل القوات الأمريكية والأطلسية تعزيزها في المنطقة، ولديها سلفاً عدد كبير من القواعد، وتجري تدريبات عسكرية كبيرة ترسِّم روسيا والصين باعتبارهما خصماً في وقت عمل احتكاراتهما على تعزيز مواقعها في المنطقة. و بنحو أبعد رُفع مستوى مسار دمج غرب البلقان من خلال اتفاقية بريسبا التي أبرمتها حكومة سيريزا ونفذتها حكومة حزب الجمهورية الجديدة. و في الوقت نفسه، لا تؤثر "الجروح المتقيحة" الناجمة عن التدخلات الإمبريالية ومحميات كوسوفو والبوسنة والهرسك في عملية دمج غرب البلقان ضمن حلفي شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي الامبريالييين، بل و أيضاً التناقضات الجارية داخل الاتحاد الاوروبي و حلف شمال الأطلسي، وغيرها من المصالح الاحتكارية القوية (الروسية والصينية) المتواجدة خارج هذه التحالفات و التي تعززت في المنطقة. و من أجل استغلال هذه المخططات أم سواها، تستخدم القوى السياسية البرجوازية "سم" القومية أو الخصوصيات الدينية - الثقافية أو كوسموبوليتية رأس المال، ضمن سعيها للتلاعب بالشعوب في تخطيطات مختلفة، غريبة عن المصالح الشعبية. مع قيامها بأي حال بهدم الحقوق العمالية والشعبية لشعوب البلقان.
إن استعصاء الطبقة البرجوازية اليونانية في المزاحمات يورط البلاد في تطورات خطيرة، و في مخططات دامية على حساب شعوب أخرى، بينما تُرتهن الطبقة العاملة والقوى الشعبية للحروب الإمبريالية.
العلاقات اليونانية التركية. مخاطر المواجهة الحربية و ما يسمى ﺒ"الاستغلال المشترك"
16. تتفاقم المزاحمة بين طبقتي اليونان وتركيا البرجوازيتين و سعي كلتيهما إلى ترقية موقعها ضمن المخططات و المزاحمات الامبريالية في المنطقة.
تُصنف تركيا بين أعتى 20 دولة رأسمالية في العالم، في حين هي ثاني أكبر قوى الناتو عسكرياً، وتسعى إلى ترقية أبعد لموقعها على الصعيدين الإقليمي والعالمي. لقد غزت 3 بلدان (قبرص، سوريا، العراق) ولديها قوى احتلال بها، و تحتفظ بقواعد عسكرية في البلقان والشرق الأوسط و أفريقيا، وهي تتورط بنحو سافر في الحرب الأهلية الليبية، و بنحو عسكري إلى جانب أذربيجان في حربها مع أرمينيا. و تسعى في مخططاتها في مناطق مختلفة (البلقان، القرم، آسيا الوسطى، الشرق الأوسط) إلى استخدام مجموعات الأقليات كما و عقيدة الدين الاسلامي. حيث تهدف الطبقة البرجوازية التركية ككل إلى ترقية دورها، ومع ذلك، تنشأ خلافات داخلها بشأن وسائل تحقيق ذلك و بشأن التحالفات الدولية اللازمة. و تظهر في سياق "عقيدة" السياسة "العثمانية الجديدة"، التي اختارها القطاع المسيطر في الطبقة البرجوازية التركية لتكون "مطية" لمصالحها، باعتبارها "مدافعة" عن الشعب الفلسطيني، و في مواجهة ليس فقط مع إسرائيل بل و مع الطبقات البرجوازية لمصر و السعودية. وضمن سعيها لمساومة من مواقع القوة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فهي تطور علاقات متعددة الأوجه مع الطبقة البرجوازية الروسية – و تسلَّحت بأنظمة S-400 الروسية المضادة للطائرات و للصواريخ الباليستية، و القادرة على إحداث تغييرات كبيرة في تناسب القوة العسكري في بحر إيجه و بنطاق أوسع- كما و مع نظيرتها في قَطَر.
و تتميز العلاقات بين طبقتي اليونان وتركيا البرجوازيتين، حسب اﻷوضاع، بالسعي إلى التعاون والمزاحمة، ولكن لا يوجد ما يستفيد منه شعبا البلدين من هذه العلاقات.
و في الفترة المنقضية منذ المؤتمر السابق، تصاعدت العدوانية التركية عبر التشكيك في الحدود في بحر إيجه و إفروس، والتشكيك في السيادة اليونانية على عشرات جزر بحر إيجه، والسعي وراء استحواذ على جزء من الجرف القاري اليوناني والمنطقة الاقتصادية الخالصة، و هو ما ليس ملكاً لها وفقًا للقانون الدولي للبحار. و في هذا الاتجاه، أعلنت الدولة التركية ما يسمى بـ "الوطن الأزرق"، و ابرمت الاتفاق التركي الليبي غير المقبول مع القيادة غير المنتخبة في ليبيا والذي ينتهك الحقوق السيادية لليونان، فضلاً عن تعزيز الطلعات الجوية التي تخترق أجواء الجزر اليونانية، و إجراء التدريبات العسكرية، و عمليات البحث أو التنقيب في شرق الأبيض المتوسط، في مناطق للجرف القاري اليوناني وفي المنطقة الاقتصادية الخالصة اليونانية و القبرصية، وإثارة قضايا الأقليات، و تحويل الهجرة واللجوء ﻠ"أداة" لها، مع استغلال اتفاقها المبرم مع الاتحاد الأوروبي.
و تتربص بالوضع في ظل هذه الظروف وساطة و تحكيم الولايات المتحدة والناتو، حيث تمَّت سلفاً استعادة الموقف التركي للاستغلال المشترك والإدارة المشتركة لبحر إيجه، من أجل حل مربح للجانبين (ذي منفعة متبادلة) تروج له الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بينما تجري دراسة الاستغلال والإدارة المشتركين لمناطق قبرص البحرية مع تركيا. حيث لا يمت هذا الاستغلال المشترك بصلة إلى رفاه الشعوب، بل هو متعلق بربحية الاحتكارات و هو "يلغم" مستقبل الشعبين كما و مستقبل البيئة.
يدافع حزبنا عن الحقوق السيادية للبلاد من زاوية الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، كجزء لا يتجزأ من الصراع من أجل إسقاط سلطة رأس المال. لقد حذر العمال أن من غير الممكن في ظل الظروف الحالية ضمان هذه الحقوق من جانب الحكومات البرجوازية والتحالفات الإمبريالية، في حين يعيد الإمبرياليون كتابة القانون الدولي، و يجري توظيف محكمة لاهاي ضمن شبكة من الأغراض السياسية. حيث لا يمكن ضمان سلام وأمن الشعوب في هذا السياق. و يجب أن يتجه صراع الشعبين نحو القضاء على السبب الذي يلد التناقضات والصراعات و الاشتباكات الحربية، نحو إسقاط سلطة رأس المال و فك الارتباط عن الاتحادات الإمبريالية.
إن الحزب الشيوعي اليوناني متجه بثبات نحو تنمية الصداقة والتضامن الأممي بين الطبقة العاملة للبلدين و شعبيهما، و قد بنى علاقات وطيدة مع الحزب الشيوعي التركي، بهدف تعزيز الصراع المناهض للإمبريالية الذي تخوضه الحركة الشعبية العمالية في كلا البلدين، ضد الطبقتين البرجوازيتين و ضد تورط اليونان و تركيا في المخططات الإمبريالية، و من أجل حُرمة الحدود و فك ارتباط البلدين عن منظمتي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، الإمبرياليتين، اللتين تشكلان مصدراً دائماً لعواقب مؤلمة على حساب الشعوب .
و في هذا الاتجاه، هناك إمكانية لتعزيز الصراع المناهض للحرب و الإمبريالية وتوسيع صراع الهيئة اليونانية للسلم و الركود الدوليين.
عن المسألة القبرصية
17 - تهدف العمليات الجارية في قضية قبرص إلى الانتهاء من تقسيم الجزيرة، و تشكيل كيانين لدولتين منفصلين ممتلكين بنحو شكلي و ظرفي لبعض عناصر الفدرالية.
إن المسألة القبرصية هي مشكلة دولية لغزو واحتلال تركيا للجزء الشمالي من قبرص، و تتعقَّد مع مسألة استغلال ثروة الطاقة في المنطقة من قبل الاحتكارات، و مزاحمات القوى الإمبريالية في المنطقة، و استغلال قبرص باعتبارها "ساتراً" من قبل قوى الناتو وخطط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول الرأسمالية في المنطقة، وكذلك من قبل مزاحمات الطبقات البرجوازية للمنطقة.
حيث ما من إحقاق لجميع أولئك الذين اعتقدوا أن انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي أو أن استغلال الهيدروكربونات من قبل الاحتكارات سيجلبان الرخاء والسلم والحل العادل لمشكلة قبرص، كما يتضح من الاستفزازات التركية الجارية في المنطقة القبرصية الاقتصادية الخالصة، و في مدينة آموخوستوس، و التشكيك بحقوق قبرص السيادية و من محتوى المفاوضات الجارية للآن حول حل تقسيمي.
يقف الحزب الشيوعي اليوناني بقوة و حزم إلى جانب شعب قبرص. و يعارض فرض حل من شأنه أن يديم التقسيم، ولن يوفر حلاً موثوقاً و قابلاً للحياة لكل الشعب القبرصي، من قبارصة يونانيين و قبارصة أتراك وأرمن و لاتينيين و موارنة. إن صراعنا موجه نحو هدف قبرص الموحدة (دولة واحدة وليس دولتين)، مستقلة، ذات سيادة واحدة، وجنسية واحدة وكيان دولي واحد، دون قواعد وجيوش أجنبية، دون ضامنين وحُماةٍ أجانب.