روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

الفصل الثالث

اﻹطار الدولي والتطورات الدولية، كجانب من الصراع الأيديولوجي السياسي ضمن الحركة الشيوعية اﻷممية

18. إن مسيرة إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الأممية، المتواجدة في أزمة عميقة و تتلقى هجمة أيديولوجية سياسية عاتية من القوى الداعمة للنظام الرأسمالي، هي مهمة دائمة و ثابتة لحزبنا و هي تنبع من الطابع العالمي للصراع الطبقي.

و بالتنسيق مع أحزاب شيوعية أخرى اتخذ حزبنا في هذه الظروف، حيث يتزايد عدد الدول البرجوازية  التي تعزز الإجراءات التشريعية والقمعية ضد الشيوعيين،، مبادرات لإعادة التنظيم الثوري للحركة الشيوعية الأممية التي لا تتميز اليوم بتماسك أيديولوجي و بنية تنظيمية مُقابلة.

إن جوانب الوضع الذي نواجهه هي كالتالي:

تحتفظ أحزاب كثيرة بلقب "شيوعي"، لكن تكوينها الأيديولوجي- السياسي والتنظيمي لا يتماشى مع الخصائص الشيوعية، و مع أيديولوجيا الشيوعية العلمية، والاستراتيجية و البرنامج الثوريين المقابلين لحزب عمال ثوري لينيني.

إننا لا نقلل من أهمية قيام سلسلة من الأحزاب بالتذرع بالماركسية اللينينية، لكي تقوم بفصل موقفها عن أولئك الذين تبرؤوا علانية من أيديولوجيتنا، و مع ذلك، لا تزال العديد منها ممتلكة لمقاربة طبقية ضعيفة للغاية لظواهر الرأسمالية المعاصرة، و الصراع الطبقي على أساس الأيديولوجيا الشيوعية والتحليل المادي الديالكتيكي للتاريخ والظواهر الاجتماعية المعاصرة.

و غالباً ما تسيطر في مقاربات أحزاب شيوعية، تأثيرات أيديولوجية برجوازية-انتهازية، مما يحوِّل أي استدعاء لها لنظريتنا الكونية، من أساس نظري وأداة منهجية علمية لفهم المجتمع وتغييره إلى "قائمة أمنيات".

باختصار، لا تزال الصورة السلبية العامة قائمة، سواء في بلدان القمة الرأسمالية (الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة، اليابان، الصين، روسيا)، كما و في البلدان والمناطق التي تشكِّل بؤر تدخلات إمبريالية حربية.

و مماثل هو الوضع القائم في الحركة العمالية النقابية إجمالاً، حيث تهيمن قيادات نقابية و نقابات متوافقة مع الحكومات البرجوازية وأرباب العمل، بينما يتمثل مطلبٌ كبيرٌ في ربط معظم الأحزاب الشيوعية بالطبقة العاملة، حتى تمتلك الأحزاب مواقع جديدة و دوراً قيادياً في الصراع الطبقي.

و مع ذلك، هناك أهمية خاصة في هذا الوضع لواقعة تطور عدد من الأحزاب الشيوعية  و التي حاولت – ليس دون انتكاسات -  مع صعوبات كثيرة تصحيح استراتيجيتها و إعلان الطابع الاشتراكي للثورة مع محاولة تجاوز الاستراتيجية القديمة التي سيطرت ضمن الحركة الشيوعية اﻷممية.

مسائل أيديولوجية – سياسية تتطلب انتباهنا

19. يُخاض ضمن صفوف الحركة الشيوعية الأممية صراع أيديولوجي - سياسي شديد حول سلسلة من المسائل، كتحليل  - تفسير الظواهر المعاصرة للرأسمالية و النظام الإمبريالي الدولي. حيث تسود الآراء القائلة بصمود الرأسمالية، وإمكانيات "إضفاء الطابع الإنساني" عليها و "دمقرطتها" واستخدام إنجازاتها التكنولوجية لصالح القوى الشعبية مع قيام تدخل سياسي نشط للأحزاب الشيوعية أيضاً على المستوى الحكومي. و فوق هذه اﻷرضية تُعيد أحزاب شيوعية إنتاج مواقف حول "وحدة اليسار" و "القوى الديمقراطية أو الوطنية" و "التعاون مع الاشتراكية الديمقراطية اليسارية" و "حكومات وسط اليسار" و "الجبهات  الجديدة المناهضة للفاشية و النيوليبرالية"  ضمن منطق المراحل و إدراج  هدف حكومي فوق أرضية الرأسمالية (مناهضاً للديكتاتورية، مناهضاً للاحتلال – و من أجل التحرير، ديمقراطياً- مناهضاً للإمبريالية، مناهضاً لليمين، مناهضاً للفاشية - مناهضاً للليبرالية) و ما شاكلها.

و يُخاض صراعٌ أيضاً حول الحتميات الاقتصادية و السياسية للثورة والبناء الاشتراكيين و للمجتمع الشيوعي، بالتركيز على تفسير البناء الاشتراكي - الشيوعي أثناء القرن العشرين و على أسباب انقلابات الثورة المضادة.

إن العامل اﻷساسي الذي يُصعِّب إعادة التنظيم الثوري للحركة الشيوعية الأممية هو واقعة أن سلسلة من اﻷحزاب الشيوعية لا تحاول بعمق تقييم الخبرة التاريخية لبناء اﻹشتراكية و استراتيجية الحركة الشيوعية اﻷممية مع الاستناد إلى مبادئ أساسية لنظريتنا، مما ينتج مواصلة تبنيها لمواقف استراتيجية المراحل من أجل اﻹنتقال للإشتراكية. و بهذا النحو، فهي تتبنى سياسة تعاون مع قوى اشتراكية ديمقراطية و هدفاً سياسياً لحكومة انتقالية فوق أرضية الرأسمالية، كما و مواقف ترى حتميات السوق باعتبارها عناصر باﻹمكان دمجها في البناء اﻹشتراكي.

هذا و يتشكل في سلسلة من اﻷحزاب الشيوعية موقف انتهازي قائل بأن "الاشتراكية تبنى في الصين بخصائص صينية"، مع توافق معين مع رأس المال، و رؤية خاطئة تقول بأن روسيا ليست قوة إمبريالية بل بلد رأسمالي من "بلدان أطراف" النظام الإمبريالي، و أنها مع "الصين الإشتراكية" تؤثران "إيجابياً" في تناسب القوى الدولي. إن هذه المقاربة التي تشكل فصلاً للسياسة عن الاقتصاد، تناهض الرؤية اللينينية للإمبريالية.

و تشكِّل دراسة البناء الاشتراكي في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية مكسباً - أساساً هاماً لحزبنا، و ذلك على الرغم من أن مواصلة بحث و دراسة مسائل اﻹقتصاد و السياسة الخارجية و مسائل البنية الفوقية في الاتحاد السوفييتي و غيره من بلاد البناء الاشتراكي، لا تزال واجباً للإنجاز في الفترة القادمة. إن معظم الأحزاب الشيوعية، التي لم تُقدِم على إنجاز دراسات ذات صلة، تحتفظ بالتباسات كبيرة للغاية بشأن طابع الصين وروسيا و غيرها من الدول الرأسمالية. و باستطاعة هذا اﻷمر أن يجلب عواقب مأساوية على موقفها من مسألة الحرب في عصر الإمبريالية، حيث ينبغي على الحركة الشيوعية و مع حفاظها على جبهة ثابتة ضد المراكز الإمبريالية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ألا تنجر إلى جانب أي دولة رأسمالية أو مركز إمبريالي. حيث لا يزال قائماً للتنفيذ هو واجب دفاعها المتسق عن المصالح الطبقية للطبقة العاملة في صدام مع طبقة بلادها البرجوازية، و ألا تختار "علماً غريباً" تحت ضغط قوى البرجوازية الصغيرة كما و ضغوطات القومية الممارسة على القوى العمالية.

إن الشيوعيين مطالبون بتعزيز الجبهة و على حد السواء، ضد رؤى الكوسموبوليتية التي تقارب بنحو غير طبقي مسألة التحالفات الدولية للطبقات البرجوازية (الاتحاد الأوروبي، الناتو، البريكس، و ما شاكلها)، و ضد رؤى القومية و "النقاء العرقي للأمة والثقافة" و سواها من الرؤى العنصرية الأخرى التي تتنامى ضد اللاجئين والمهاجرين.

مبادرات و نشاطات يشارك بها حزبنا

20. المبادرة الشيوعية الأوروبية

المجلة الشيوعية الأممية

تصدَّر حزبنا عملية تشكيل المبادرة الشيوعية الأوروبية، التي تضم 30 حزباً شيوعياً من أوروبا، كما و تشكيل المجلة الشيوعية الأممية، التي تضم 10 أحزاب. يستند هذان الشكلان من أشكال التعاون الحزبي البيني على مبادئ تأسيسية محددة وإطار سياسي أيديولوجي.

و أبرزت المبادرة الشيوعية الأوروبية مشاكل هامة للعمال و مطالبهم و حاجاتهم من أجل الحق في عمل دائم ومستقر، وضد آفة البطالة وأشكال التشغيل المرنة، و من أجل خدمات الصحة العامة المجانية والرعاية الاجتماعية والتعليم، و حقوق العمل في مواقع العمل، والحقوق السياسية والنقابية، و الحق في الإضراب و ضد الإرهاب الممارس من قبل  الدولة وأرباب العمل.

هذا و سجلت الأحزاب المشاركة في المبادرة نشاطاً هاماً ضد الحروب والتدخلات الإمبريالية، وكشفت عن جوهر المزاحمات الإمبريالية البينية من أجل اقتسام الأسواق والسيطرة على مصادر إنتاج الثروة.

و تصطدم المبادرة الشيوعية الأوروبية مع العداء للشيوعية، و الملاحقات الجارية ضد الأحزاب الشيوعية، وحظر نشاطها ورموزها، و حظر الأيديولوجيا الشيوعية.

و كانت المبادرة قد كرَّمت مناسبات تاريخية للحركة الشيوعية الأممية وسلطت الضوء على رسائلها المعاصرة، ودافعت عن مكاسب وإنجازات الاشتراكية التي بنيت في القرن العشرين، و عن اعتبار أن عملية البناء الاشتراكي كانت جارية في الاتحاد السوفييتي و غيره من البلدان، و واجهت بحسم  محاولة الافتراء المنهجية المبذولة من جانب الاتحاد الأوروبي والآليات الرأسمالية الأخرى. و في هذا الصدد، هامةٌ كانت التظاهرات التي نُظِّمت برعاية المبادرة الشيوعية الأوروبية في اسطنبول وموسكو بمناسبة انقضاء 100 عام على تأسيس الأممية الشيوعية.

و مع ذلك فإننا نقدِّر في ذات الوقت تجلِّي التباسات و مشاكل أيديولوجية و سياسية بهذه الدرجة أم سواها، أيضاً داخل أحزاب المبادرة. فهناك أحزاب خاضت معارك لسنوات عديدة ضد قوى الانتهازية، لكن قواها الأيديولوجية - السياسية والتنظيمية هي محدودة، نظراً للضرر الطويل الأمد الذي ألحقته الشيوعية الأوروبية والاشتراكية الديمقراطية بالحركة الشيوعية في أوروبا. و هي تواجه بهذا النحو، صعوبات عديدة في صياغة الإستراتيجية الثورية ضمن ترابط مع الصراع الطبقي الجاري في ظروف  يتعلق تناسب القوى السلبي للغاية أيضاً بالحركة العمالية النقابية. حيث تجري ضمن الظروف إعادة إنتاج الهجمة الانتهازية.

و يرجع جذر افتقار وجود الوحدة الإيديولوجية السياسية والتنظيمية في جزء من الأحزاب الشيوعية، إلى المسار التاريخي لتفككها وتشكيلها بعد الثورة المضادة، في حين غالباً ما تترافق عملية تعزيز الخصائص الشيوعية الثورية مع احتدام الصراع داخلها، حتى مع حصول انشقاقات. حيث يتمظهر هذا بنحو خاص عند محاولة مطابقة الاستراتيجية مع حاجات الصراع ضد الرأسمالية، وبالتالي فإن القوى الثورية تضطلع بمهمة إضافية لدراسة التطورات بمعايير طبقية، مع مراعاة ناجزة لجميع العوامل المؤثرة على مسارها و الإصرار على خلق أسس برامجية متينة ستستند عليها الوحدة الأيديولوجية السياسية والتنظيمية لصفوفها.

تتحرك المجلة الشيوعية الأممية التي تشارك بها أحزاب من جميع أنحاء العالم في اتجاه صياغة شروط تشكيل قطب شيوعي. و كانت قد نشرت خلال الفترة قيد الاستعراض، 4 أعداد لها، حول مواضيع راهنية للحركة الشيوعية الأممية (ثورة أكتوبر، الحركة النسائية، الحركة العمالية النقابية، الأممية البروليتارية). حيث يُسعى في اجتماعات هيئة تحرير المجلة، من خلال مناقشة القضايا النظرية والسياسية، نحو إعطاء الدفع لتطوير النظرية الثورية والسياسية باعتبارها أساساً موحداً من أجل الحزب الشيوعي. إن إصدار المجلة بلغات مختلفة، بفضل الجهود المشتركة للأحزاب المشاركة وفي مواجهة العديد من الصعوبات، هو موجه لأعضاء و كوادر الأحزاب الشيوعية، و يدافع عن الماركسية اللينينية التي يسعى فوق أساسها لمقاربة مسائل معاصرة.

 

21. اللقاءات الأممية والإقليمية. التموضعات المشتركة

أسهم الحزب الشيوعي اليوناني مع أحزاب شيوعية أخرى في محاولة الحفاظ على أي خصائص شيوعية للقاء الأممي للأحزاب الشيوعية و العمالية (ل.أ.أ.ش.ع)، الذي بدأه الحزب الشيوعي اليوناني و الذي يشارك به ما يزيد عن 120 حزباً شيوعياً. لقد أوفى حزبنا بالتزاماته تجاه الأحزاب الشيوعية الأخرى المشاركة في اللقاءات الأممية و المتعلقة بتشغيل موقع (SOLIDNET) المشترك، حيث باستطاعة الأحزاب الشيوعية نشر أخبارها و وثائقها، بالإضافة إلى تشغيل نظام إعلام سريع و مشترك لها بالإضافة إلى النسخة الإلكترونية من "النشرة الإعلامية".

و من بين اللقاءات الأممية الثلاث، التي أجريت خلال هذه الفترة، استضاف الحزب الشيوعي اليوناني اللقاء ال20، الذي تزامن مع الذكرى المئوية لتأسيسه عام 2018، بينما قام بالاشتراك مع الحزب الشيوعي التركي بتنظيم اللقاء الأممي ال21 في إزمير، و هي الواقعة التي أثبتت بنحو عملي الروابط الأممية القائمة بين الشيوعيين اليونانيين والأتراك وفتحت صفحة جديدة في تنسيق نشاط الأحزاب الشيوعية.

و كما أشار حزبنا في الماضي، يُخاص بالتأكيد داخل اللقاءات الأممية صراع أيديولوجي سياسي قوي ذو طابع إستراتيجي حول العديد من المسائل المعاصرة و بنحو رئيسي حول اتجاه الصراع، في حين يجري دفع النشاطات المقررة من قبل قسم من الأحزاب الشيوعية، و لا تقوم باقي الأحزاب بتنفيذها على الرغم من عدم إعاقتها لإقرارها ضمن اللقاءات.

و نظم حزبنا خلال ذات الفترة لقاءات الأحزاب الشيوعية لأوروبا (2018، 2019) ، و اللقاء الإقليمي للأحزاب الشيوعية لمنطقة المتوسط و الشرق الأوسط والخليج (نهاية عام 2017)، وشارك في سلسلة من التظاهرات المواضيعية التي نظمتها أحزاب شيوعية أخرى، كتلك التي نظمت بمناسبة الذكرى المئوية لثورة أكتوبر، و انقضاء100 عام على تأسيس الأممية الشيوعية، و 200 عام على ميلاد ماركس و غيرها.

هذا و تحقق في كثير من الحالات تبني بيانات أو إعلانات مشتركة، كتلك من أجل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر وتأسيس الأممية الشيوعية. حيث تجري من خلال صياغة البيانات المشتركة محاولة لتوضيح التقييمات التي خلُص إليها كل حزب شيوعي بشأن هذه المسألة أم سواها بالإضافة إلى تحديد أهداف مشتركة للصراع. إننا بصدد صيغة معقدة و متعبة لتعاون والتنسيق الأحزاب الشيوعية، و هي تحتفظ بأهميتها، على الرغم من واقعة ضَعف العديد من الأحزاب الشيوعية والعمالية اليوم و نشاطها في ظروف شبه قانونية أو ظروف ملاحقات قاسية، أو عدم حيازتها للوسائل التي يمتلكها اليوم الحزب الشيوعي اليوناني وبعض الأحزاب الأخرى للكفاح من أجل الأهداف المشتركة المحددة. هذا و تُسهم بدرجة ما عملية تبادل الآراء و خوض الصراع حول مسائل جادة ضمن إطار إعداد البيانات المشتركة، في اتجاه إعادة البناء الأيديولوجي الثوري للحركة الشيوعية الأممية.

و كانت التموضعات المشتركة و المؤتمرات المنعقدة عن بُعد أشكالاً هامة للعمل، على وجه الخصوص ضمن ظروف الوباء حيث تم تأجيل عدد من اللقاءات الأممية.

22. إسناد و تطوير النشاط الأممي

وقف حزبنا إلى جانب أحزاب شيوعية و شيوعيين يتعرضون للملاحقات. أصدر بيانات و استنكارات، وقام بوقفات احتجاجية،   و مظاهرات أمام السفارات، و أودع مسائلات في البرلمان الأوروبي، وأرسل وفوداً من نوابه في البرلمان اليوناني و الأوروبي إلى محاكمات جرت بحق أحزاب شيوعية في بلدان أخرى. و تصدَّر تنظيم التضامن مع شعوب تعاني من الاحتلال الأجنبي و من تبعات التدخلات والابتزازات الإمبريالية، كشعب كوبا و فلسطين و قبرص.

و عزز حزبنا علاقاته الثنائية مع عشرات الأحزاب الشيوعية من كافة أنحاء العالم، ونقل خِبرة الحزب الشيوعي اليوناني المستمدة من نضالاته و استنتاجاته المستخلصة من دراسة تاريخه البطولي الممتد ل 100 عام. و سعى الحزب نحو التعاون والتنسيق في العمل حتى مع أحزاب له معها خلافات أيديولوجية سياسية جادة.

حيث هناك أهمية خاصة لعلاقته الوثيقة والرفاقية التي طُوِّرت مع الحزب الشيوعي التركي، و لواقعة تمكُّن الحزب الشيوعي اليوناني والحزب الشيوعي التركي في لحظات حرجة من الفترة السابقة، من التموضع عِبر بيانات مشتركة حول التطورات الجارية في العلاقات اليونانية التركية و في منطقتنا، عِبر تشييد جبهة ضد نزعتي رأس المال، القومية و الكوسموبوليتية، و عِبر إظهار طريق الصراع لشعبي البلدين ضد المخططات الإمبريالية ومصالح الطبقتين البرجوازيين، طريق سلام و صداقة الشعوب الذي هو طريق الاشتراكية.

و دعم الحزب الشيوعي اليوناني أيضاً محاولة الشبيبة الشيوعية اليونانية التي استعادت مكانتها و اضطلعت بمسؤوليات جادة لتطوير وتنسيق صراع منظمات الشباب الشيوعي، مما أعطى دفعاً للقاءات منظمات الشباب الشيوعي الأوروبي، مع الترويج  لعلاقات ثنائية غنية، و استغلال الخبرة المستخلصة من صراع منظمات الشباب الشيوعي ضد  التدخل البرجوازي والانتهازي  الجاري في صفوف الشباب.

و واصل حزبنا دعم نشاط الاتحاد العالمي للنقابات، ومجلس السلم العالمي، والاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، و الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي،  بينما يشارك في الاتحاد الأممي لمقاتلي المقاومة (FIR). حيث تمارس تأثيراً سلبياً في هذه المنظمات الأممية التي تشكلت بعد نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثانية في ظل وهج الاتحاد السوفييتي والنصر على الفاشية، أوجه الضعف الأيديولوجي والتنظيمي للأحزاب الشيوعية كما و تدخل قوى انتهازية و برجوازية. و ضمن هذه المنظمات التي صمدت بوجه "تسونامي" الثورة المضادة بفضل مداخلة الشيوعيين الفاعلة، تتعزز رؤى انتهازية و اشتراكية ديمقراطية والتي غالباً ما تهيمن و يكون لها القول الأول ضمن الصراع الأيديولوجي السياسي. حيث تسعى حتى قوى برجوازية لاستغلال المسيرة التاريخية وإرث هذه المنظمات، و للاستفادة من تراجع ردود الفعل المناهضة للرأسمالية و من الالتباس الأيديولوجي الذي يسود أيضاً ضمن قوى شيوعية، على سبيل المثال فيما يخص المضمون الاقتصادي والسياسي للإمبريالية، من أجل الترويج لمخططاتها  الخاصة من أجل  دعم تحالف إمبريالي ضد تحالف إمبريالي آخر. من المطلوب قيام نقاش أبعد حول تناسب القوى في كل من هذه المنظمات، ومنظورها، وإطار صراعها، وتدخل الشيوعيين.

عملية إعادة البناء الثورية

23. لا تزال إعادة التنظيم الأيديولوجي - السياسي - التنظيمي للحركة الشيوعية الأممية مطلباً، في ظروف التراجع الكبير للحركة العمالية و ذلك على الرغم من احتدام تناقضات الرأسمالية. إن جذور هذا التراجع هي عميقة للغاية، أولاً بسبب غلبة الثورة المضادة في الجولة الأولى للبناء الاشتراكي في القرن العشرين، و ثانياً بسبب الاندماج الكبير و المديد الأعوام لأحزاب شيوعية في النظام السياسي البرجوازي.

إن مآزق الرأسمالية، بجميع أشكال إدارتها، تصوغ بنحو موضوعي الأرضية لتطور الحركة العمالية الشيوعية. و في الظروف الحالية، فإن حزبنا، و مع إبداء تضامنه مع كل شيوعي وحزب عمالي يتعرض للاضطهاد، يولي الأولوية لمسألة إعادة التنظيم الأيديولوجي والسياسي للحركة الشيوعية الأممية، من خلال تعزيز النشاط المشترك مع الأحزاب الشيوعية التي:

- تدافع عن الماركسية - اللينينية والأممية البروليتارية و عن حاجة تشكيل قطب مماثل.

- تدافع عن المنظور الثوري، و تصطدم بقوى الانتهازية والإصلاحية، و ترفض إدارة يسار الوسط للرأسمالية وأي شكل آخر ل"استراتيجية المراحل".

- تدافع عن حتميات الثورة و البناء الاشتراكيين، و تعترف بوجود مسار البناء الاشتراكي في القرن العشرين، و تسعى في نفس الوقت إلى البحث في مشاكله و أخطائه وإدراكها و إلى استخلاص الدروس منها.

- لها جبهة أيديولوجية واضحة ضد الرؤى الخاطئة عن الإمبريالية، و خاصة ضد تلك التي تفصل العدوانية العسكرية- الحربية عن المحتوى الاقتصادي للإمبريالية، مما يُنتج عدم وجود جبهة مواجهة لكل التحالفات الامبريالية.

- تُطوِّر روابط مع الطبقة العاملة، و تنشط في الحركة النقابية ساعية إلى دمج الصراع من أجل حقوق الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الوسطى في استراتيجية ثورية معاصرة من أجل السلطة العمالية.